أكدت دراسة فنلندية حديثة ضرورة تجنب وضع أجهزة التليفزيون والكمبيوتر في غرف نوم الأطفال، محذرة من أن الأجهزة الإلكترونية يمكن أن تعرقل عملية النوم وتؤدي إلى مشكلات في الذاكرة وحصول الطفل على درجات متدنية في المدرسة. وأشار الباحثون إلى أن النوم يلعب دوراً مهماً بشكل خاص للأطفال الذين أوشكوا على الوصول لسن البلوغ، وذلك بعد أن وجهوا مجموعة من الأسئلة إلى 353 طفلاً في سن 10 و11 عاماً حول استخدامهم للتلفزيون والكمبيوتر وعاداتهم في النوم، فوجدوا أنه كلما جلس الطفل على الكمبيوتر أو شاهد التليفزيون، كلما تأخر في الذهاب إلى النوم حتى إذا كان سيذهب إلى المدرسة في اليوم التالي. كما توصل الباحثون أيضاً إلى أن وجود الكمبيوتر أو التلفزيون في غرف نوم الأطفال يؤدي بشكل خاص إلى إصابتهم باضطرابات، وأن هؤلاء الأطفال يمارسون رياضة أقل ولا يشعرون بالرغبة في النوم مثل أقرانهم، وذلك بسبب التغييرات الهرمونية الناجمة عن الإضاءة المنبعثة من الشاشات. وفي سياق متصل، ينصح العديد من الأطباء بضرورة أن يتابع الأبوان عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الكمبيوتر، فرغم أنه قد ثبتت فائدة كثير من الألعاب إلى حد معين، إلا أنه لا يمكن تجاهل أضرارها. ويتفق كل الخبراء على أن الاستخدام الكثير ولأوقات طويلة للكمبيوتر يمكن أن يعرض الأطفال لمخاطر صحية، ومن أكثر المشاكل التي يشار إليها الصداع، آلام الرسغ والرقبة، وبشكل عام المشاكل الناتجة عن أوضاع الجسم والهيكل العظمي. كما أن له أضرار كثيرة على النظر حيث إن بقاء العينين مفتوحتين مدة طويلة دون أن ترمشا ينتج عنه جفاف سطح مقلة العين، وجفاف القرنية، فالجفاف هو العدو اللدود للعين؛ لأنه يجلب الجراثيم ويسبب الالتهابات والإحمرار والحكة. كما أن بقاء مسافة النظر ثابتة مما يجهد عضلات العين المسئولة عن ضبط الصورة على الشبكية؛ لأنه يبقيها مشدودة لمدة طويلة، وقد يرسب فيها متغيرات مكبرة، فضلاً عن أن إضاءة الشاشة المستمرة المسلطة على العين باستمرار تجهد العين، وتؤدي إلى التعب واختلاف الرؤية وأيضاً الصداع. من ناحية أخرى، فإن هناك العديد من الأضرار في ألعاب الكمبيوتر أهمها إضاعة الوقت، فيجب أن تحدد الأم وقتاً معيناً للطفل يلعب فيه لعبة معينة ترى الأم أنها تكسب مهارات جديدة، وإلا أضاع الطفل الكثير من الوقت أمام ألعاب الكمبيوتر. ومن أضرار ومشاكل ألعاب الكمبيوتر أيضاً أنها من الممكن أن تعلم الطفل الكسل، فلا يوجد بها نشاط أو حركة مثل أي لعبة حركية أخرى، مثل لعبة الجري أو لعبة كرة القدم. وبالإضافة إلى ذلك توجد بعض ألعاب الكمبيوتر التي بها نوع من العنف الزائد مثل لعبة المصارعة أو لعبة قتال الشوارع، ومن الممكن أن يؤثر هذا العنف الزائد الموجود في ألعاب الكمبيوتر تلك على سلوك الطفل. وللأم دور هام في تحديد ألعاب الكمبيوتر التي يلعبها الطفل، وأن تحجب عنه أي لعبة من الممكن أن تؤثر على سلوكياته، أو تعطيه أفكاراً سلبية، فيجب على الأم أن تأخذ من التكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر كل ما يفيد ويزيد مهارات طفلها، ولا يجب إهمال ممارسة ألعاب الحركة، بل يجب عمل موازنة بينها وبين ألعاب الكمبيوتر، حتى يأخذ الطفل من اللعب والألعاب كل ما يفيده، وينشأ تنشئه صحية.