احتفلت المملكة يوم الأحد الماضي الموافق 28 من شهر يوليو مع دول العالم تحت عنوان "هذا هو الالتهاب الكبدي.. اعرفه ..واجهه"، باليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي الذي خصصته منظمة الصحة العالمية للتوعية بخطورة وانتشار هذا المرض في العالم، وتعزيز الوعي بأنواع التهاب الكبد الفيروسي والأمراض التي يسببها، ولزيادة فهم الناس له. ويعتبر فيروس سي من الأمراض المنتشرة في العالم، وهو يعد مرضًا كبدياً معدياً ينجم عن الإصابة بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي سي، ويمكن أن تتراوح شدة الإصابة به بين خفيفة ولبضعة أسابيع وأخرى خطيرة تصاحب المريض مدى الحياة، وعادة ما ينتشر فيروس الالتهاب الكبدي عند دخول دم شخص مصاب بالمرض إلى جسم آخر عرضة للإصابة، ويعد فيروس سي من أكثر الفيروسات شيوعاً. وقد بين تقرير إعلامي صدر عن مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية نتيجة دراسة حديثة بوزارة الصحة عن أبرز حالات ومعدلات الإصابة بأمراض الكبد الفيروسية (أ) و(ب) و(ج) وغيرها في المملكة لعام 2011م، أن (321) شخصاً يعانون من التهاب الكبد الفيروسي (أ)، حيث انخفض معدل الإصابة من 10.64 عام 2005 إلى 1.13 عام 2011 لكل 100 ألف نسمة، فيما انخفض معدل الإصابة بالالتهاب الكبدي (ب) من 18.20 ليصل إلى 15.84 خلال نفس الفترة، وكذلك انخفض معدل الإصابة بالالتهاب الكبدي (ج) من 11.56 ليصل إلى 8.20، وأيضاً انخفض معدل الإصابة بالالتهابات الكبدية الأخرى من 5.10 إلى 0.30، وذلك خلال نفس الفترة من عام 2005 إلى عام 2011. وأوضح التقرير الصادر عن مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية أنه يمكن لفيروسات التهاب الكبد A وB وC وE أن تُحدث عدوى والتهابًا حادًّا، وأيضاً قد تسبب فيروسات B و C التهاباً مزمناً في الكبد يؤدي إلى تشمع الكبد أو إصابته بالسرطان، وتشكِّل تلك الفيروسات خطرًا صحيًّا عالميًّا كبيرًا، لأن هناك نحو 240 مليون نسمة يعانون بشكل مزمن من التهاب الكبد (B)، وعلى مستوى العالم هناك حوالي 2 بليون مصاب بالالتهاب الكبدي الفيروسي (B)، وأكثر من 600 ألف حالة وفاة بسبب مضاعفات الالتهاب الكبدي الفيروسي (B) الحاد أو المزمن. وأشار التقرير إلى أنه نحو 150 مليون نسمة يعانون بشكل مزمن من التهاب الكبد الفيروسي (C)، ويصاب حوالي 3-4 مليون شخص سنوياً بالالتهاب الكبدي الفيروسي (C)، وأكثر من 350 ألف حالة وفاة تحدث بسبب مضاعفات الالتهاب الكبدي الفيروسي C، بينما يُسجل تقريبا 1.4 مليون حالة مصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي (A) على مستوى العالم. والجدير بالذكر أن الكثير من الأطباء تلخص أسباب هذا المرض في التعرض لدم مصاب بعدوى المرض من أكثر أشكال انتقال فيروس الالتهاب الكبدي C شيوعاً، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال ما يلي: تلقي عمليات نقل الملوّث من الدم ومشتقاته وزرع الأعضاء، أو إعطاء حقن باستخدام محاقن ملوثة والإصابات الناجمة عن الوخز بإبر المحاقن في مرافق الرعاية الصحية، أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، أو ولادة رضيع لأم مصابة بعدوى الالتهاب الكبدي C، وقد يُنقل مرض الالتهاب الكبدي C أيضاً من خلال ممارسة الجنس مع شخص مصاب به، أو التشارك في اللوازم الشخصية الملوثة بدم معد. ولا تُنقل عدوى الالتهاب عن طريق الرضاعة أو الغذاء أو الماء أو بالمخالطة العارضة كالمعانقة والتقبيل وتقاسم الطعام أو الشراب مع شخص مصاب. وبالنسبة لأعراض المرض فإن فترة حضانة الالتهاب الكبدي C تتراوح بين أسبوعين اثنين و6 أشهر ولا تظهر على 80% تقريبا ممّن يصابون بعدوى المرض الأولية أية أعراض، في حين قد تظهر على المصابين بعدوى المرض الحادة أعراض الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والتقيؤ وآلام في البطن والبول الداكن اللون والبراز الرمادي اللون وآلام في المفاصل واليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين). وتتطور حالة 75 إلى 85% من المصابين حديثاً بعدوى المرض إلى داء مزمن، بينما تتطور حالة 60 إلى 70% من المصابين بعدواه المزمنة إلى داء كبدي مزمن؛ وتتطور حالة 5 إلى 20% من المصابين إلى تليّف الكبد، فيما تموت نسبة تتراوح بين 1 و5% من جراء الإصابة بتليّف الكبد أو سرطان الكبد، كما تستأثر أساساً عدوى الالتهاب الكبدي C بإصابة 25% من المرضى بسرطان الكبد.