إن المتتبع لجذور الموسيقى الشعبية وأغلب القوالب الغنائية والإيقاعات والنغمات التي تمارسها أو تحتويها الأغنية المتوارثة في دولة الإمارات خاصة ومنطقة الخليج العربي عامة، يجد أنه امتداد لدور الإيقاع في التراث الموسيقي العربي. وقد نشأت هذه الألحان والأغاني في بيئة مفتوحة تؤثر وتتأثر بما يحيط بها سواء من ناحية البر أو البحر وأذابتها وصهرتها في واقعها الطبيعي, فقد وفدت هذه الألحان والضروب اللحنية والموسيقية مع الوافدين من القبائل العربية الآتية من الجزيرة العربية، ثم سرعان ما اندمجت وانصهرت في بوتقة البيئة ومع ما كان قائماً على الألحان في الإمارات، الأمر الذي جعل مهمة التزاوج مهمة سهلة وميسرة لينتج غناء جديد وألحان جديدة على بيئة الإمارات التي لم تكن "بادية" فحسب؛ بل كان البحر العمود الفقري في حياتها الاقتصادية والعملية قبل ظهور عصر البترول. وقد قدمت دراسة جديدة نشرتها إحدى شركات السيارات العالمية منظوراً مثيراً للاهتمام عن عادات الاستماع للموسيقى في دولة الإمارات العربية المتحدة, وقامت الشركة بإجراء المسح كجزء من مبادرتها الإقليمية الجديدة للمواهب الموسيقية والتي تم وضعها خصيصا لدعم واكتشاف المواهب الموسيقية الجديدة في الشرق الأوسط. ووفقاً لنتائج المسح الذي أجري فإن 60 بالمائة من القاطنين في الإمارات يفضلون الاستماع إلى الموسيقى أو قناة الراديو المفضلة لديهم أثناء القيادة, ومن المثير للاهتمام أن تكشف الدراسة أيضاً عن أن ما يقرب من 40 بالمائة من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم يؤمنون بأهمية إعطاء مزيد من الاهتمام للموسيقى العربية، والتي حظيت بشعبية كبيرة عند فئة الشباب بلغت سبعة أضعاف نتائج مع من هم فوق سن الأربعين. على جانب آخر، قامت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بتنظيم مهرجان الإمارات الأول للمواهب الشابة "مسابقة العزف على البيانو" في الفترة من 9 إلى 16 مايو الماضي، وقد كان محور مسابقة هذا العام لعازفي البيانو الشباب الهواة هو "العزف على مقطوعات للملحن الألماني لودفيغ فان بيتهوفن"، ولهذا السبب وجهت الدعوة للسفارة الألمانية ومعهد جوته ليكونا شركاء لمسابقة هذا العام, وقد دعت السفارة الألمانية ثنائي البيانو الألماني الشهير "Duo D'Accord" للعزف بجانب العازفين الإماراتيين المشهورين وعازفين محترفين آخرين خلال حفل الافتتاح. وقد كان الثنائي الذي يتألف من لوسيا هوانغ وسبستيان يولر أيضاً من أعضاء لجنة التحكيم الدولية التي اختارت المواهب الشابة التي تم منحها جوائز خاصة. ويأمل نيكولاي فون شوبف، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تجلب هذه المبادرة من وزارة الثقافة المزيد من المواهب الشابة في أبوظبي إلى ألمانيا التي تشتهر بغناها في الموسيقى، وذلك في إطار حرصها على أن يدرس الطلاب من جميع أنحاء العالم الموسيقى في جامعات أو أكاديميات الموسيقى الممتازة.