أدى ضيوف بيت الله الحرام أمس صلاة أول جمعة من شهر رمضان المبارك في المسجد الحرام في أجواء مفعمة بالأمن والأمان والراحة والاستقرار والطمأنينة والسكينة والخشوع وسط منظومة الخدمات المتكاملة التي وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن حيث شهد الحرم المكي توافد المصلين والمعتمرين منذ الساعات الأولى وأدى الجمعة أكثر من مليون مصل. ودعا فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين إلى تقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وبين في خطبة الجمعة أن شهر رمضان المبارك بين أيدي المسلمين يقود إلى العليا داعياً الجميع إلى تقوى الله عز وجل في شهر القرآن وومراقبة الله في القيام والصيام. وقال " إن الصيام يؤدي إلى الخير ويدعوا إلى الفضيلة والحياء ويسلك بالمرء مسالك العفاف والحشمة محذرا المرأة من التبرج والسفور والاختلاط المحرم" . وأضاف مع إطلالة الأمجاد والعزة الراسخة إلا أن أمتنا الإسلامية لاتزال في تفرق وشتات وتفاقمت قضاياها واشتد نزيف الجراح فهاهم أخواننا في الأرض المباركة فلسطين يعانون من غطرسة الصهاينة المعتدين ويستقبلون شهر رمضان بالإبادة والتشرد والطغيان والتهجير من قبل العدو الغاشم , مثمناً كل الجهود الداخلية والخارجية التي بذلت لنصرتهم وحل قضيتهم. ومضى يقول: " ها هي سوريا الجريحة وحمص الصمود تسام بالقتل والإجرام من قبل جحافل البطش والاستبداد وكواسر البغي والإفساد في أبشع انتهاك للحقوق الإنسانية والأعراف الدولية والأخلاقيات الحربية وذلك بمنع المساعدات الإغاثية والدوائية". ودعا فضيلته باسم الصائمين القائمين إلى أن تتوقف جميع أنواع الإبادة والتجويع لأهل سوريا مع السماح الفوري لدخول الإغاثة الإنسانية خصوصا في شهر رمضان المبارك وما يلاقون من شده وعوز. وأشار فضيلته إلى أن ما تمر به مصر الكنانة الحبيبة يقتضي المزيد من الحكمة والتعقل ونفاذ البصيرة حفظا لأمن البلاد محذرا من أراقه الدماء وإزهاق الأرواح. وتحدث الشيخ السديس عن مشروع توسعة المطاف وقال: " إن من القرارات الرشيدة والسديدة التي اتخذها ولاة أمرنا حفظهم الله التي من أهدافها تحقيق أرقى المصالح للأمة الإسلامية وما تفرضه الضرورة الشرعية لاسيما في الحرمين الشريفين ومع كثره أعداد المعتمرين ذاك القرار الحكيم في تخفيف أعداد الحجاج والمعتمرين والتقليل من المجيء إلى الحرم الشريف لمدة زمنية مؤقتة حتى اكتمال مشروع توسعه المطاف في الحرم المكي الشريف وذلك حرصا على سلامتهم وأمن المعتمرين والإسهام في إنهاء المشروع على أكمل وجه وأرقى الخدمات وأفضل التسهيلات التي تحقق النفع العظيم من السعة والتيسيرعلى قاصدي بيت الله الحرام". ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى التعاون وتفهم هذه المرحلة المؤقتة , معربا عن أمله أن يتجاوب الجميع مع هذا القرار الحكيم لتحقيق أمن المعتمرين وسلامتهم , سائلاً الله أن يبارك بالجهود ويحقق أسمى الأماني.