لازالت أسواق جدة الشعبية العريقة تحتفظ بألقها التاريخي والوجوه الطيبة لبائعيها الذين رسم الزمن على قسماتهم خطوط أيامه وسنينه وأغلبهم في خريف العمر.. وسوق (اليمنة) أشهر وأقدم الأسواق الشعبية بجدة.. طرقات طويلة ضيقة تصطف على جانبها الدكاكين الصغيرة.. زواره لم ينقطعوا عنه رغم تعاقب الأيام الذي تلقي بظلاله على هذا السوق حيث كان يعج في الماضي بالمتسوقين خاصة في مواسم العمرة والحج تجذبهم إليه من محلات الأقمشة والعطارة والتوابل، وكان يحتوي على جميع مستلزمات أهل البادية والحضر ولكن هذه الأسواق الشعبية التي تحمل عبق الماضي فقدت الآن الكثير من وهجها وألقها بسبب ظهور المحلات الجديدة والمراكز التجارية الكبرى التي انتشرت في محافظة جدة.ولكن استثنائية لهذا الشهر الفضيل قامت البلاد ورصدت مشاهد لاتسر الناظرين لباعة متجولين ضربوا بتعليمات الأمانة عرض الحائط وكأن شهر رمضان تصفد فيه القوانين والأنظمة.. زحام على البسطات التي انتظمت أمام المحلات وافتراش عشوائي على جانب الطريق وجيوش من الذباب والحشرات تقلع وتهبط على البسطات.. أوراق متسخة وخرق بالية تغطي (السمبوسك).. أسماك منتهية الصلاحية فاسدة تفوح منها روائح نتنة أصحابها يدعون أنها طازجة.. كل هذا يدل على غياب كامل للرقابة على مثل هؤلاء الباعة. أطعمة مكشوفة وسط هذا الزخم والعشوائية في عرض المأكولات الرمضانية في البداية يقول محمد المباركي إن سوق (اليمنة) يعتبر من أقدم الأسواق الشعبية في حي البلد ولكن للأسف وهو يقولها بحسرة مع تعاقب الزمن الذي ألقى بظلاله على هذا السوق العريق، كما تشاهدون الوضع سيء جداً والنظافة والترتيب لايوجد لهما أي أثر، فالكل هنا يقوم بمزاولة البيع للمأكولات بهذه الصورة العشوائية والمكشوفة، أما مادفع بهؤلاء المتسوقين والذين أغلبهم من ساكني الحي هو رخص الأسعار لما يعرض على هذه البسطات، وأضاف المباركي كما ترون فإن الصورة لاتحتاج إلى توضيح حيث توجد هذه البسطات بجوار النفايات وقد أصبح المكان مشجعاً لتفريخ الجراثيم وتوالد الذباب، كما أن الأيدي العاملة التي تزاول العمل لاتتوفر لديها أبسط شروط النظافة الصحية سواء في الملبس أو طريقة تحضير وإعداد المأكولات التي تباع للمستهلكين.