ضمن فعاليات برنامجه الصيفي الحالي، قام مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة العامة للسياحة والآثار، بتنظيم دورة تدريبية لطلاب وطالبات الجامعات بالمملكة تستمر حتى الخامس من رمضان المقبل، تشتمل على سلسلة من المحاضرات والأنشطة التثقيفية في مجال التراث العمراني وإعادة تأهيله وتوظيفه، وذلك من خلال الزيارات الميدانية لعدد من مواقع التراث العمراني الوطني بالمملكة. وقد انتظم في البرنامج أكثر من 40 طالباً وطالبة من مختلف الجامعات، حيث شاركت كل من كلية العمارة والتخطيط، والسياحة والآثار بجامعة الملك سعود بنحو 27 طالباً، وأربعة طلاب من كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبد العزيز، و10 طالبات من كلية الهندسة والتصميم الرقمي بجامعة دار العلوم. وفي هذا الإطار أكد د: مشاري النعيم - مشرف مركز التراث العمراني الوطني - أن هذا البرنامج يأتي بتوجيه ودعم مباشر من سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز - رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار - في إطار حرصه على ربط قضية التراث العمراني الوطني بالمنهج العلمي الأكاديمي. وفي وقت سابق، قام برنامج "لا تترك أثر" - وهو إحدى مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار لتنمية السياحة البيئية - برحلة تدريبية كاملة لمنطقة الثمامة "العاذرية" شمالي مدينة الرياض، بمشاركة 40 طالباً من طلاب مدرستي المملكة والمناهج في العاصمة. وتواجد الطلاب برفقة القادة المعتمدين لبرنامج "لا تترك أثر" وعدد من مشرفي المدرستين منذ وقت مبكر في المخيم البري المخصص لإقامة النشاط التدريبي البيئي للبرنامج، حيث خاض الطلاب الدورة النظرية للبرنامج، وبعدها بدأ التطبيق العملي للبرنامج مع توزيع المطبوعات على المرتادين وزوار المنطقة. وتفاعل الطلاب المشاركون في الدورة مع المدربين أثناء المحاضرة التدريبية، واستمعوا إلى شرح مفصل عن برنامج "لا تترك أثراً" وأهدافه وأهميته بالنسبة للمجتمع والبيئة على حد سواء، والرسالة التي يرغب البرنامج في إيصالها لأكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع، وهي الحث على اتباع السلوكيات الإيجابية في المناطق الطبيعية ورفض الممارسات السلبية، كما أن البرنامج مبني على تجارب دولية وخبرات منظمات عالمية. جدير بالذكر أن الإحصاءات الدولية تشير إلى أن السياح السعوديين يزداد عددهم سنوياً، حيث يصل عددهم خلال العام الجاري بنحو 4 ملايين سائح، ينفقون ما يزيد على 50 مليار دولار سنوياً على السياحة من خلال السفر إلى الخارج أو السياحة البينية، ويبلغ نصيب شركات تأجير السيارات من هذا المبلغ 15%. وتتوقع الإحصائيات سالفة الذكر أن مهرجانات الصيف السياحية في السعودية العام الجاري، سوف تحقق ما لا يقل عن 10 مليارات ريال سعودي يتوزع أغلبها على المدن المشاركة في هذه المهرجانات، وتحصل على النصيب الأكبر منها الفنادق والمراكز التجارية وشركات السياحة والطيران والسفر وغيرها.