لا يمكن بأي حال إجراء مقارنة بين طباع وسلوك المرأة والرجل فهما مختلفان اختلافاً تاماً، وهذا الاختلاف ليس حالة مرضية عند أحد الطرفين، فكل ما يجب فعله هو تفهم كل طرف لخصائص الشريك رغم غرابة سلوكه وتصرفاته في بعض الأحيان ومن الخطأ أن ينكر أحدهما على الآخر هذا الحق. لذلك أكدت دراسة كويتية حديثة أن هناك 4200 فرق في 25 مجالاً مختلفاً ما بين الرجل والمرأة، ففي المجال البيولوجي والتشريحي للمخ هناك 100 مليار خلية في المخ، فالخلايا المرتبطة ببعضها عند الرجل أكبر بينما عددها عند المرأة أكثر، وهذا ما يدل على قدرة المرأة على عمل أكثر من شيء في نفس الوقت، بينما تركيز الرجل أكبر على الأشياء. وذكرت الدراسة أيضاً أنه من الناحية الانفعالية، تجد المرأة أكثر عرضة للعصبية من الرجل بسبب زيادة مادة الدوبامين التي تنقل الإشارات العصبية، وأيضا من ناحية الاختلاف الفكري، تجد الرجل يملك عقلا تحليليا فهو فطر على حل المشكلات ولكن المرأة تملك عقلا عاطفيا، لذلك فهي تتميز عن الرجل في الحصيلة اللغوية والتعبيرية. وبالإضافة إلى ذلك فإن درجة الحواس الخمس عند المرأة أقوى من الرجل، لذا فالرجل حتى يستطيع أن ينتقل من حالة إلى أخرى فهو يحتاج إلى أن ينتهي من صندوق حتى ينتقل إلى صندوق آخر. كما كشفت الدراسة أن هناك شفرة تستطيع من خلال فكها أن تصل إلى حياة متزنة ألا وهي الاحتياجات الأولى للرجل أو المرأة، فالرجل يحتاج في المقام الأول "التقدير" سواء بالفعل أو بالكلام، أما المرأة فهي تحتاج إلى الحنان، لتستمر الحياة بنجاح. وفيما يتعلق بالصلة بين الدماغ الأيمن والأيسر وجدت الدراسة أن هذه الصلة أوسع لدى المرأة ولذلك في بعض حالات الجلطات الدماغية المؤثرة على مراكز النطق يكون تأثر المرأة أقل وشفائها أسرع. أما جهاز (Limbic System) وهو المسؤول عن العواطف والغرائز فإنه لأكبر في المرأة من الرجل وأكثر أثراً على السلوك، ولذلك فإن المرأة أكثر ملاحظة للتغيرات العاطفية بأي شكل لفظي أو حسي أو حركي، كما أنها أكثر وأدق تعبيراً عن عواطفها من الرجل كما أنها أكثر قدرة على الارتباط والرعاية ومن الراجح الآن أن هذا الجهاز مسؤول عن غريزة الأمومة وبغض النظر عن تباين الثقافات لم يعرف ولا يعرف عن أي مجتمع شكل فيه الرجل الراعي الرئيس للأطفال. وفي العلاقة بين الرجل والمرأة تحديداً أوضحت الدراسة أيضا أن الرجل يميل للاستقلالية والسيطرة، وتمثل قيم التراتبية وحتى العدوانية له أهمية كبرى في حين تميل المرأة إلى أن يقدرها الرجل لذاتها لا لمكانتها الاجتماعية أو لإنجازها، وهذا لا يعني أن المرأة لا تعنى بالإنجاز وإنما ما تقصده يتعلق بالعلاقة الثنائية. وكشفت عدد من الدراسات الإحصائية المتعلقة بالأمراض النفسية على ضوء الفروق التشريحية والاجتماعية أن هناك توازناً في الأمراض التي يطغى عليها العامل البيولوجي في حين أن الأمراض المتأثرة بالبيئة وتحديدا الاجتماعية إضافة إلى العامل البيولوجي، تكون المرأة أكثر تأثراً بها، فمثلاً مرض الفصام يتساوى انتشاره بين المرأة والرجل في حين أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بالنسبة 1:2. أما حالات الخرف فإن عدد النساء اللاتي يعانين من مرض الزهايمر مثلاً أكبر من عدد الرجال، في حين أن الحالات الحادثة أو الجديدة متساوية، ولعل مرد ذلك إلى أن معدل أعمار النساء أطول من الرجال.