تعد السمنة واحدة من أهم وأكثر الأمراض انتشاراً في عصرنا الحالي، وقد تكون سببًا في حدوث الكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب وضغط الدم المرتفع والجلطة الدموية وأمراض الكبد والروماتيزم وارتفاع السكر وآلام الظهر والأقدام. والجديد في الأمر، ما أشارت إليه إحدى الدراسات الحديثة بأن المراهقين البدناء هم الأكثر عرضة للإصابة بمشكلات في فقدان السمع، مقارنة بأقرانهم ممن يتمتعون بوزن معتدل، وأوضح الباحثون في المركز الطبي بجامعة "كولومبيا" الأمريكية، بأن النتائج المتوصل إليها تعدّ الأولى من نوعها التي تشير إلى وجود علاقة بين البدانة وفقدان السمع بين المراهقين؛ بسبب التأثير السلبي لها على الحواس العصبية المعنية بالسمع. وفي سياق متصل، كشفت دراسة أمريكية أعدها باحثون من جامعة "أوهايو"، أن زيادة وزن الآباء يمكن أن يتسبب بمعاناة أولادهم من ارتفاع نسبة الدهون، وقالت إحدى المشاركات في الدراسة: إن هناك عدة أشياء يمكن أن تؤثر في حركة الأيض وتصرفات الصغار؛ بناءً على نوع الغذاء الذي اتبعه الآباء، وذكر الباحثون أن الغذاء الذي يتناوله الذكور ينطبع في الجينات التي تنتقل إلى الصغار، ما يعني أن بدانتهم تنتقل إلى صغارهم جينياً. وفي هذا الصدد، حذرت دراسة أمريكية حديثة من مخاطر البدانة على الصبية، مؤكدة أنها السبب للعجز الجنسي والعقم، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى الإصابة بالبول السكري وأمراض القلب، كما يعانون هؤلاء الفتيان من انخفاض مستوى هرمون "تستوستيرون" بين 40 و50% أقل من أقرانهم ممن لا يعانون البدانة. وأكدت دراسة حديثة، أن أهم أسباب البدانة زيادة تناول الطعام الغني بالسعرات الحرارية، والخمول وقلة الحركة والرياضة، كما أشارت إلى أن زيادة تراكم الشحوم في الجزء العلوي من الجسم (البطن والصدر)، أكبر خطراً على الصحة من تراكمه في الجزء السفلي من الجسم، وهناك ما يسمى بالبدانة الذكرية، وهي تجمع الشحوم في الجزء العلوي، وتسمى كذلك بالبدانة المركزية أو البطنية، ويشبه شكل الجسم فيها شكل التفاحة. وهناك البدانة الأنثوية، وهي تراكم الشحوم في الجزء السفلي من الجسم، والبدانة المركزية هي التي يزيد فيها محيط الخصر عن 88 سم لدى النساء، و 102 سم لدى الرجال. وفي سياق متصل، أشارت دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين الفرنسيين تحت رئاسة البروفيسور "ديدييه بانيزا" (أحد المتخصصين في طب علم التشكيل، وباحث في البنيات التشكيلية للإنسان)، إلى أن 5% من حالات البدانة، ترجع إلى تناول الطعام بكثرة، و 95% من الحالات ترجع لأسباب أخرى. وأوضحت الدراسة أن هناك عوامل يجب أخذها في الاعتبار مثل العمر، ودورة الحياة لدى الإنسان، والشيخوخة التي تبطئ عملية التمثيل الغذائي، وتصعب من عملية حرق الدهون، بالإضافة إلى اضطراب الهرمونات خاصة بالنسبة للمرأة. وكشفت الدراسة أن الغدة الدرقية التي يعاني منها 10% من الأشخاص، وتصيب المرأة بنسبة ثلاثة أضعاف الرجل، أحد أسباب البدانة، بالإضافة إلى الأعراض المرضية الأخرى، فضلاً عن الإحباط النفسي والتوتر وبعض العقاقير الطبية وأمراض الكلى والقلب واضطراب الهرمونات. وفي أحدث دراسة من نوعها حول علاقة النوم بالسمنة، توصل فريق من الباحثين إلى أن المراهقين الذين يحصلون على قسط كاف من النوم، يصبحون أكثر قدرة على اتخاذ اختيارات غذائية صحية وسليمة. وأوضح «لورين هيل» - أستاذ الطب الوقائي بجامعة "نيويورك" - في معرض أبحاثه التي أجراها في هذا الصدد، أن الفهم المتعمق لحاجة الإنسان للنوم ونجاحه في الحصول على قسط وافر منه، يساعد بصورة كبيرة على التحكم والوقاية من البدانة، ويساعد فى الإقدام على اختيارات غذائية صحية سليمة. وكشفت الأبحاث أن المراهقين الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم، ويغلب عليهم النعاس بصورة مستمرة، يصبحون أقل قدرة على الاختيارات الغذائية الصحية السليمة، بالمقارنة بأقرانهم الذين يحصلون على قسط وافٍ من النوم، يمكنهم من الاختيار السليم.