يروي المسحراتي الشهير العم يحيى زويد قصة المسحراتي بمدينة جدة في مقابلة خاصة .. فيقول: سافر شخص من مكة إلى اسطنبول للحصول على إذن التسحير كمنحة بحيث يتم توارثها شأن الطوافة وما إلى ذلك . وقد ورث المهنة امرأتان وهما السيدة شاطرية: في حارتي المظلوم والشام، والسيدة زينب بيرقدار: في حارة اليمن والبحر. فكان صبياً يعمل لدى محل لبيع الشوربة في الخاصكيه حينما مر عليه العم محرم وعرض عليه العمل معه في حمل الفانوس له أثناء جولته المسائية مقابل نصف ريال يومياً، فاستهوته المهنة من أول ليله وأخذ يحفظ ما يردده العم محرم وبعد عشر ليال أصبح يقوم هو بالتسحير بينما يحمل له العم محرم الفانوس كمساعدة وتدريب. وحدث أن اختلفت السيدة زينب مع العم محرم فاشتكته رسمياً، ثم أسندت حصتها في التسحير إلى حسن باسل غير أنه في العام التالي اختلفت مع باسل وعرضت التسحير على العم يحيى حلنقي، فطلب منه العم محرم قبول العرض بعد أن عرفه بدود الحواري التي يسحر بها وهو يردد :مرحبا بك يا رمضان يا شهر الغفران يا شهر التراويح، كذلك يردد أسماء الأطفال في كل بيت يمر عليه "محمد أفندي مساك الله بالرضا والنعيم". وبعد وفاة العم محرم انضمت حارتي المظلوم والشام للعم يحيى وأصبح مسحراتي جدة لأكثر من أربعين عاماً، وكان يستأجر عربة (فرش) يجرها حمار للف بها في الحواري لعدم توفر السيارات أو قلتها، كما كان يستأجر عدداً من الأطفال للصعود إلى المنازل وتحصيل العيدية، وكانت أجرة الطفل ( خمسة قروش) يومياً . . بينما العيدية عبارة عن : ثياب ومشالح ومناديل ودكك وكعك ومعمول، مع شيء من القمح أو الدقيق وثلاث أو أربع ريال . من صفحة "جدة وأيامنا الحلوة"