تنطلق اليوم الأحد مباريات المجموعة الأولى بلقاءين من العيار الثقيل حيث يلتقي في المباراة الأولى ايطاليا والمكسيك الساعة العاشرة مساء وفي الثانية تصطدم اسبانيا بطل كأس العالم في النسخة الاخيرة بأوروجواي في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل..وستحظى المكسيك وإيطاليا بشرف اللعب على أرضية ماراكانا في أول مباراة يستضيفها هذا المعلم الأسطوري ضمن منافسات كأس القارات البرازيل FIFA 2013. ففي يوم الأحد 16 يونيو، سيكون حامل لقب اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي في مواجهة وصيف بطل أوروبا ضمن افتتاح مشوار الفريقين في فعاليات المجموعة الأولى. يعلم الفريقان الايطالي والمكسيكي أن أبواب نصف النهائي ستُفتح في وجه صاحبي المركزين الأول والثاني في كل مجموعة. كما يعرفان تمام المعرفة أن أي تعثر في المباراة الأولى من شأنه أن يعقد الأمور ويخلط الأوراق قبل منازلة المنتخبين الياباني والبرازيلي في المباراتين المتبقيتين ضمن مرحلة المجموعتين. وإذا كانت المكسيك تراهن على عنصر الخبرة بفضل مشاركاتها المتعددة في هذه البطولة، فإن إيطاليا تعول على الثقة في النفس كعامل محفز للمضي قدماً. ففي المواجهات الإحدى عشرة السابقة التي جمعت الفريقين، لم تتمكن بلاد الأزتيك من هزم الأزوري سوى مرة واحدة، وكان ذلك بنتيجة 2-1 في آخر مباراة ودية بينهما في عام 2010. كما سيتعين على المكسيكيين أيضا بذل جهود مضاعفة لكبح جماح المنتخب الايطالي الذي وجد دائماً طريقه إلى مرمى الترايكولور مرة واحدة على الأقل في كل مباراة دارت بين الطرفين. ومن جهتها، بدأت إيطاليا تستأنس بالأجواء البرازيلية منذ أيام، حيث خاض الزُرق مباراة ودية ضد هايتي يوم الثلاثاء 11 يونيو وانتهت بالتعادل 2-2. وقد اصطحب المدرب تشيزاري برانديلي معه فريقاً بنكهة جديدة، موجهاً الدعوة للاعبَي الجناح أليسيو تشيرتشي وأنتونيو كاندريفا، اللذين بإمكانهما المساهمة في توسيع نطاق اللعب ومساندة خط الهجوم، بقيادة الثنائي الرهيب ماريو بالوتيلي وستيفان الشعراوى، اللذين سيسعيان لأن يكونا في مستوى الآمال المعقودة عليهما. أما المدير الفني المكسيكي، خوسيه مانويل دي لا توري، فسيراهن على الثلاثي خافيير هرنانديز (25 عاماً)، جيوفاني دوس سانتوس (24) وأندريس جواردادو (26) لإحداث الفارق في الأمتار الأخيرة، بينما سيعول على خبرة فرانسيسكو رودريجيز وكارلوس سالسيدو في قلب الدفاع. وتعتبر حضورا في مهرجان الأبطال، حيث تركت بصمة واضحة منذ مشاركتها الأولى، مسجلة ما لا يقل عن 33 هدفاً بينما اهتزت شباكها في 28 مناسبة. وستخوض كتيبة الأزتيك يوم السبت مباراتها العشرين في تاريخ هذه المسابقة، علماً أنها لم تغب سوى عن ثلاثة نسخ من أصل النسخ الثمانية الماضية. أما في بطولة عام 1999، التي أقيمت على أرضها وبين جماهيرها، فقد أصبحت المكسيك أول وآخر دولة تتربع على عرش كأس القارات من بين البلدان المنضوية تحت لواء اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي. أسبانيا × الأورجواي تخوض اسبانيا كأس القارات لكرة القدم وهي كما جرت العادة على رأس قائمة المنافسين على اللقب لاحراز رباعية تاريخية على رغم السقطات السابقة. وتخوض اسبانيا المسابقة هذه المرة ليس كما في جنوب افريقيا عام 2009 عندما شاركت بروح بطل اوروبا (2008)، وانما بمعنويات بطل اوروبا مرتين (2008 و2012) والعالم ايضا (2010). وبات اليوم من الصعب على اي كان ان يتخيل ان اسبانيا تلقت اشد الانتقادات بسبب عجزها عن التألق في المنافسات الكبرى على مدى اربعة عقود، قبل ان تسيطر سيطرة مطلقة ومن دون منازع في السنوات الخمس الاخيرة توجها الاسبان بثلاثة القاب فصححوا التصويب، ونجح رجال بيثنتي دل بوسكي في كسب كل ما يمكن كسبه. لكن الخزائن الاسبانية وسجل الجيل الذهبي الحالي ما زالت تفتقر الى كأس القارات، وقد اخفق المنتخب في محاولته الاولى في جنوب افريقيا 2009. وكانت اسبانيا قبل 4 سنوات مرشحة فوق العادة وبشكل مطلق لاحراز اللقب، لكن سلسلة نجاحاتها في 35 مباراة لم تذق فيها طعم الهزيمة توقفت بشكل مفاجئ في نصف النهائي على يد الولاياتالمتحدة حين خسرت 0 - 2، ومرة جديدة تصل اسبانيا الى البرازيل كأكبر المرشحين للتتويج من دون ان يدري ماذا ينتظرهم هناك. ومنذ بدأ الاشراف على المنتخب بعد فوزه ببطولة اوروبا 2008 مع "العجوز" لويس اراغونيس، لم يجر دل بوسكي كثيرا من التغييرات وانما حافظ على العامود الفقري للتشكيلة التي اعتمدها سلفه خصوصا الاسماء الكبيرة مثل الحارس ايكر كاسياس وصانع الالعاب خابي هرنانديز والمهاجم دافيد فيا الذين بلغوا او تجاوزوا الثلاثين من العمر، وهو العارف تماما ان عليه ان يتحول نحو المستقبل. واصبح تركيز دل بوسكي على خط الوسط الذي كان موضع تساؤل في الفترة الاخيرة مع وجود في هذا الخط سباعي موهوب جدا يقدم اسلوبا نوعيا يعتمد على التمريرات السريعة والقصيرة وقدرة استثنائية على الاحتفاظ بالكرة، لكن هذا الاسلوب بات اقل فاعلية من السابق. وتوضح تصفيات مونديال 2014 على رغم احتلال اسبانيا صدارة المجموعة التاسعة ب14 نقطة هذا التحول: فوز كبير واحد (على بيلاروسيا) وتعادلات على ارضها (مع فنلندا وفرنسا) وانتصارات هزيلة خارج قواعدها (على جورجيا وفرنسا). ولا يوجد اي سبب يدعو الى القلق، لكن لا يمكن ان تقارن هذه المحصلة مع النتائج في تصفيات مونديال 2010 حين حقق منتخب اسبانيا 10 انتصارات تواليا سجل خلالها 28 هدفا. ويستطيع دل بوسكي الاستفادة من كأس القارات لتجربة خيارات عدة مختلفة على رغم علمه المسبق ان انصار المنتخب يريدون باي ثمن ان يعود الجيل الذهبي من البرازيل بالكأس الوحيدة التي لم يعانقوها من قبل. ويعتبر جميع لاعبي المنتخب الاسباني نجوما الا ان بعضا منهم يتميز عن الآخر وفي طليعتهم حارس ريال مدريد ايكر كاسياس ولاعبا وسط برشلونة خابي هرنانديز واندريس اينييستا. وخاض منتخب اسبانيا تجربة اخيرة ناجحة قبل مشاركته في كأس القارات بفوزه على جمهورية ايرلندا 2 - 0 على ملعب يانكي ستاديوم في نيويورك. وعلى رغم السيطرة الميدانية للمنتخب الاسباني، فانه انتظر الدقيقة 69 لافتتاح التسجيل بواسطة روبرتو سولدادو اثر تمريرة من الفارو اربيلوا، قبل ان يضيف خوان ماتا الهدف الثاني قبل نهاية المباراة بدقيقتين. وكانت اسبانيا تغلبت على هايتي 2 - 1 ايضا في ميامي السبت الماضي، وستلعب في كأس القارات في المجموعة الثانية التي تضم الاوروغواي وتاهيتي ونيجيريا. أما المنتخب الاوروغوياني فقد اعتاد، بطل العالم مرتين، منذ زمن بعيد على رفع مستوى الاداء في اللحظات الصعبة والحرجة، وعلى رغم انه لا يسيطر على عالم المعشوقة المستديرة كما كانت الحال في السنوات الاولى لاعتماد كأس العالم، الا ان احدا من المنافسين لا يستطيع ان يستخف برجال اوسكار تاباريز في كأس القارات. وينتقل منتخب الاوروغواي الى البلد الجار بوصفه بطلا لاميركا الجنوبية على حساب اكثر المرشحين للفوز المضيف الارجنتيني حيث خاض البطولة الاميركية بروح مشواره في مونديال جنوب افريقيا 2010 حين احتل المركز الثالث على حساب منتخبات اكثر سمعة وشهرة والقابا. ويعد تاباريز المهندس الرئيسي للنجاحات التي يحققها المنتخب في الوقت الحاضر، وهو عمد بعد تعيينه في منصب المدرب عام 2006 بعد اخفاق اسلافه 3 مرات في 4 محاولات لقيادة الاوروغواي الى نهائيات المونديال، الى ايجاد تشكيلة قوية على صعيد الدفاع ويخشى جانبها في الهجوم مع الحفاظ على اللعب التقليدي للمنتخب الاوروغواياني. وقد تذهب الاوروغواي الى البرازيل وهي تحتل حاليا المركز الخامس في تصفيات اميركا الجنوبية ب16 نقطة من 12 مباراة، وتتقدم بفارق الاهداف على فنزويلا بعد فوزها عليها 1 - 0 فجر امس الاربعاء بفارق 10 نقاط خلف الارجنتين المتصدرة التي تعادلت مع الاكوادور 1 - 1. ويعرف عن رجال المنتخب الاوروغواياني انهم اقوياء جدا جدا في الضراء والمحن والازمات.. وقد تكون كأس القارات مناسبة لهم لاستعادة الثقة بالنفس هم بحاجة اليها اكثر من اي وقت مضى، والنتائج الجيدة التي قد يحققوها في الاسابيع المقبلة وقد تمنحهم لقبا جديدا، ستكون بلا شك الانعطافة التي قد تعيدهم من جديد الى اجواء التصفيات. ويضم المنتخب الاوروغواياني في عداده ثلة من النجوم اصحاب الشهرة الفردية في مقدمهم ادينسون كافاني هداف نابولي الايطالي ولويس سواريز هداف ليفربول الانكليزي ودييغو فورلان افضل لاعب في مونديال 2010 في جنوب افريقيا.