جرى في الرياض مؤخراً توقيع عدّة عقود تشغيل من قبل الدكتور علي بن ناصر الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ونائب رئيس مجلس المديرين في كليات التميّز، وعدد من مزوّدي التعليم عالميي المستوى، ليتمّ بذلك إطلاق كليات التميّز رسمياً. وابتداءاً من شهر سبتمبر المقبل، سوف تزاول 10 كليات عملها في ثماني مدن رئيسة تتوزّع على مختلف أنحاء المملكة، بما فيها الرياض وجدّة ومكّة المكرمة والخرج. ويأتي تأسيس كليات التميّز في إطار التطوير المستمر الذي تقوم المملكة بإدخالها على نظام التعليم والتدريب التقني والمهني. وترتكز عملية التطوير هذه أولاً على توسعة نطاق النظام ليشمل أكثر من 450 ألف طالب بحلول العام 2020، بالمقارنة مع نحو 110 آلاف طالب حالياً، وثانياً على تحسين جودة النظام بهدف تعزيز استقطاب التعليم والتدريب التقني والمهني للمواطنين السعوديين وضمان حصولهم على المهارات المناسبة لتلبية احتياجات سوق العمل. وقد تمّ إنشاء الكليات الجديدة كركائز أساسية لتحقيق هذه الإصلاحات الطموحة. وقد استقطبت كليات التميّز عدداً من مزوّدي التدريب المهني الأرقى سمعةً من مختلف أنحاء العالم، حيث أن كليات التميّز سوف تطابق بين المعايير الدولية الرفيعة لهؤلاء المزوّدين مع احتياجات ومتطلبات الشركات والقطاعات المختلفة في المملكة، وستقدّم لطلابها التدريب المناسب والمهارات اللازمة لإعدادهم للدخول لسوق العمل. ويمكن للطلاب الاختيار بين العديد من الاختصاصات، والتي تشمل الأعمال والإدارة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، كما يمكنهم التسجيل خلال فترتي قبول، الأولى من 12 يونيو إلى 17 يوليو، والثانية من 1 إلى 31 أغسطس. وفي تعليقه على الأثر البالغ والإيجابي الذي ستحدثه هذه المبادرة الجديدة في المملكة، شدّد معالي المهندس عادل بن محمد فقيه وزير العمل ورئيس مجلس المديرين في كليات التميّز، على أهمّية التعليم وأثره الهائل على تقدّم المملكة وحياة مواطنيها. وأضاف: "وراء كل دولة عظيمة نظام تعليمي متفوّق. وبالتعاون مع شركائنا الدوليين، سوف ترتقي كليات التميّز بمستوى التدريب التقني وتضع لها معايير جديدة في المملكة العربية السعودية." واستعرض الدكتور علي بن ناصر الغفيص في الكلمة الرئيسة التي ألقاها في حفل توقيع عقود التشغيل، المزايا التي تقدّمها الكليات الجديدة، وقال: "إن إنشاء كليات التميّز هو خطوة متقدّمة نحو تهيئة مسارات مختلفة للنجاح لأبناء المملكة. وهذا النجاح لن يقتصر فقط على وجود قوى عاملة أكثر مهارةً، بل سيحفّز أيضاً تطوير صناعات وطنية جديدة وعالية المستوى كصناعات السيارات والفضاء والكيماويات وغيرها. وبالتالي، فإنّ خرّيجي كليات التميّز لن يكونوا كخرّيجي المعاهد التقنية قبل 30 عاماً، إنما سيصبحون أخصّائيين ذوي أجور عالية وسوف يساعدهم شغفهم بالتقنيات الحديثة على احتلال مكانة متقدّمة في مسيرة المملكة نحو العولمة." وكانت رئيسة كلية نيسكوت، سوناينا مان، أكّدت هذا الأمر إذ أوضحت بقولها: "سوف نعدّل مقرّراتنا كي تلبّي الاحتياجات المحلية، على أن يتضمّن كل برنامج مسألة التواصل الفعّال مع الشركات الساعية إلى موظفين، وذلك لضمان حصول الطلاب على العمل المناسب استناداً إلى التدريب والخبرة اللذين يساندان جهودهم في البحث عن وظيفة." يذكر أن من المؤسسات الرائدة والمرموقة في قطاع التعليم التي ارتبطت كليات التميّز بشراكات معها لوريات (الولاياتالمتحدةالأمريكية) ونسكوت (المملكة المتحدة) و"تي كيو" (المملكة المتحدة) وموندراغون (إسبانيا) إضافة لغيرها من الكليات عالية المستوى.