السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،، طالعت باهتمام بالغ ما تدفقت به ( محبرتك ) الندية بالأفكار والمواقف ومن ذلك ما أثير حول (النية) التي (تبيتها) أمانة جدة في تحويل حديقة تهامة إلى مركز تجاري وكأن جدة تواجه أزمة (طاحنة) في المراكز التجارية، حتى تعتزم الأمانة في بعثرة جهودها التي تبذلها كل يوم في غمضة عين لمجرد استثمارات لا تسمن ولا تغني من جوع على حساب السكان. فبدلاً من أن نرى الأمانة والتي هي من صميم اختصاصها ( وأمانتها ) فتح المزيد من (المتنفسات) الخضراء، نجدها وقد غرست معاولها لتشييد المزيد من غابات الأسمنت والجدران الصماء. وللتذكير فقط فحديقة تهامة هي في الأساس معتمدة في مخططات الأمانة كحديقة للسكان والزوار، ارتبطت في أذهان الكثيرين منا بصفتها معلماً بارزاً من معالم جدة منذ قرابة العشرين عاماً، بل وكانت بمثابة المنتجع للأسر والأطفال حتى شهدنا (مماتها) قبل عامين بسبب إهمال الأمانة لها في متابعة مستثمرها السابق. وكم للكثيرين منا ذكريات في هذه الحديقة وهم يرون أطفالهم ممن تنشقوا عبيرها لهواً وفرحاً تحت ظلالها الوارفة وقد أصبحوا اليوم شباباً، ويبدو أن حسابات الأمانة ليس في أجندتها تلك الذكريات أو اللمسات الجوهرية في حياة المرء لمواقع لا تزال ترتبط في ذاكرتنا بالشيء الكثير. ليس من المعقول أن نرى ما كان له الأثر الكبير في حياتنا وقد تحول بغمضة عين إلى مركز تجاري، وليس من الأمانة أن ( تفرط) الأمانة في رسالتها تجاه السكان بتنفيذ المزيد من المسطحات الخضراء بدلاً من إزالتها، وأنا أضم صوتي إلى صوت ( الحسون ) في تطوير تهامة بدلاً من وأدها، والذي يعني في نهاية المطاف وأداً للساكنين بجوارها وأحلامهم وذكرياتهم بشكل غير مباشر.