غادر خريج الثانوية العامة وهو يحمل شهادة تخرجه وبعض الأوراق المطلوبة في ملف كان بيده مودعاً ذويه،والده ووالدته وأخويه منطلقاً من منزله الكائن في حي الفريعة بمحافظة الوجه في أواسط عام 2006م متجهاً شمالاً إلى تبوك لتقديم أوراقه بحثاً عن وظيفة ومنذ ذلك الحين غاب ولم يعرف عن مصيره شيء, كان يتسم بالهدوء وملتزماً في أداء واجباته, ولصيقاً بوالديه لكونه أصغر الأبناء سناً, ولم يكن أحد يتوقع حينها أن تأتي الأخبار أنه أصبح أحد المعتقلين السعوديين في سجون العراق, هكذا روى ل"البلاد" والده عبد الله الجوهري الحويطي الذي وصف فرحته العارمة بأن ابنه لازال على قيد الحياة بعد أن فقد الأمل واعتقد اعتقاداً جازماً بأنه متوفي حيث أبلغ عن فقدانه في حينه ولم يتم إفادته بشيء إلا أنه غادر خارج البلاد, وقال:عندما علمت أنه في العراق وسجيناً لم أصدق لكون ابني بعيداً كل البعد عن ميول العنف فقد كان في حقيقة الأمر هادئ الطباع وتدينه كان معتدلاً هذا أثناء دراسته في المرحلة الثانوية وقد غادرنا إلى مدينة تبوك ليبحث عن وظيفة ولا نعلم بعد ذلك ماذا حدث في فترة غيابه الطويلة حيث كان مصيره مجهولاً وكنا أنا ووالدته المريضة في غاية الأسى والحزن طوال هذه المدة حتى تلقينا منه مكالمة هاتفية قبل مدة وجيزة عندما اعترفت بوجوده سجيناً الحكومة العراقية, فقد خفف عنا هذا الإتصال قليلاً إلا أنه عاد إلى غيابه مرة أخرى منذ عام تقريباً خاصة وأنه أبلغنا عندما إتصل بنا لأول مرة أنه يتعرض للتعذيب في سجنه من أجل انتزاع اعترافات منه بالإكراه حتى يتمكنوا من اقتياده إلى حبل المشنقة مثل ما حدث مع أحد زملائه المعتقلين الذي لقي وجه ربه جراء اعترافات ليس لها أساس من الصحة حسب ما علمنا من وسائل الإعلام , وناشد والد المعتقل "محمد عبد الله الجوهري الحويطي" مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد ومقام وزارتي الداخلية والخارجية بالنظر بعين العطف والرحمة تقديراً لظروفه وكبر سنه ومرض والدته الذي أقعدها وزادها حزناً على حزنها ما حدث لابنها,,, لزيادة التواصل مع الحكومة العراقية لإحضار ابنهما قبل أن يكره على اعترافات واهية جراء التعذيب الذي يواجهه في السجون العراقية. أما عن والدته المريضة فقد بادرتنا بالسؤال قائلة: ماذا يمكن أن يفعل شاب يعتقل ولم يكن قد تجاوز ال 19 عاماً من عمره ؟ عن أي شيء يمكن أن يسألوه في العراق ؟.إن ابني محمد ليس له أي توجه عدائي لأحد وليس له فكر مخالف أو مستنكر .وأضافت الأم المكلومة: قد يكون ابني بعد مغادرتنا قد رافق أحداً وأقنعه بالسفر للعراق تحت مظلة الإلتزام الديني ولكن ليس لي من حديث آخر إلا مناشدة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز،حفظه الله، بالتوجيه لمن يراه من المسؤولين حول ضرورة عودة ابني إلى بلده فأنا ووالده وأخوه المعاق في أمس الحاجة لوجوده إلى جانبنا لكون ظروفنا الأسرية والمعيشية تستوجب ذلك . وقال "عودة الجوهري" ،الذي يكبره بعامين:" شقيقي محمد كان أقصى ما يطمح إليه بعد تخرجه من الثانوية العامة أن يجد فرصة وظيفية يستطيع من خلالها أن يسهم في تحسين وضع العائلة المعيشي والقيام على رعاية أخينا الأكبر المعاق فنحن جميعاً نسكن في منزل شعبي مع والدنا ووالدتنا وجميعنا في ذلك الوقت بما فينا أختان صغيرتان لازالتا على مقاعد الدراسة وكنا ننتظر يوماً تلو الآخر خبراً يفرحنا بقبول شقيقنا محمد في إحدى الوظائف إلا أن هذا الانتظار طال كثيراً واستمر لأكثر من سبع سنوات لا نعرف عنه شيئاً... علمنا بعدها أن شقيقي "محمد" المفقود أصبح معتقلاً لدى السلطات العراقية في إحدى سجونها, من خلال إتصال هاتفي لشخص عراقي أبلغنا فيه أن شقيقي معتقل ضمن المعتقلين السعوديين في العراق ولازال على قيد الحياة. الجدير بالذكر أن رئيس مجموعة الجريس للمحاماة والاستشارات محامي الموقوفين أمنياً وسياسياً عبد الرحمن الجريس أوضح أن المعتقل السعودي في العراق محمد الحويطي معزول في حبس انفرادي في مكاتب تحقيقات الجرائم 52 في بغداد، ويتعرض لضغوط شديدة ليدلي بأقوال واعترافات بأفعال مجرمة لم تصدر منه. وقال الجريس: إن المعتقل الحويطي كان مغيباً ومفقوداً منذ سنوات حتى تمت مقابلة وكيل وزارة الداخلية العراقي عدنان الأسدي في الرياض، وأبلغته بوجود سجين سعودي اسمه محمد بن عبد الله الجوهري الحويطي مفقود في العراق منذ سنوات، ومغيب عن القوائم، ولم يتم الاعتراف به من قبل الحكومة العراقية، ولا يعلم عنه أحد كونه في السجون السرية، وأسرته لا تعلم عن مصيره أي شيء، ويغلب على الظن أنه توفي أو قتل في العراق نظراً لطول مدة فقدانه وانقطاع أي خبر عنه، وعلمنا من مصادر خاصة أنه معتقل على قيد الحياة في أحد مباني وزارة الداخلية العراقية التي تم تحديدها لوكيل الوزارة عدنان الأسدي بدقة. وبيّن الجريس أنهم بالفعل اعترفوا به رسمياً، واتصل بأهله لأول مرة بعد أيام من المقابلة وتقديم بلاغنا، بعد انقطاع سنوات طويلة، ثم نقل 3 أشهر لسجون عادية، وفوجئنا مؤخراً بإعادته للتحقيق مرة أخرى في إدارة الجرائم باللواء 52 سيء السمعة. ثم أضاف الجريس: وصلتنا رسالة مؤكدة، تفيد بأنه معزول في حبس انفرادي، وأنه يتعرض للتعذيب والإكراه بشكل يومي، ويضغطون عليه ليقر ويعترف بأمور لم يفعلها، ويناشد التحرك العاجل من السفارة السعودية والمنظمات الحقوقية، وخصوصاً أنه لا توجد أي ضمانة من ضمانات المتهم في فترة التحقيق؛ ما يعني أنه قد يدلي بأقوال تصعد الأحكام عليه بسبب الإكراه والتأثير في إرادته، كما جرى مع عدد كبير من السعوديين الذين صدرت بحقهم أحكام قاسية، وصلت للإعدام.