في تعليقه على تطورات المشهد السياسي والأمني في ظل وجود الكثير من العناصر المسلحة التي تحمل جنسيات مختلفة، وتنقسم بين داعم ومعارض للنظام في "سوريا"، أكد "حسن أبو هنية" - الباحث في شئون الجماعات المسلحة - أن "سوريا" باتت ساحة حرب للاقتتال بين العناصر المسلحة من "سوريا" و"العراق" وأخرى من "ليبيا" و"تونس". وأشار إلى أن "جبهة النصرة" تسيطر على حوالي نصف المقاتلين من الجماعات المسلحة، ويتوزع النصف الثاني على جماعات وفصائل مختلفة، موضحاً أن الكثير من الجماعات والتنظيمات المسلحة في "سوريا" على قدر عال من الانضباط. وأفاد - خلال حواره لبرنامج حوار الليلة على قناة "Sky News" العربية - أن الجماعات المسلحة في "سوريا" سوف تشهد نوعاً من الخلاف في المستقبل القريب، خاصة بعد إسقاط النظام السوري، الأمر الذي قد يحوّل الجماعات إلى السيطرة على الأرض في "سوريا" في ظل وجود مجتمع سوري محافظ. وأوضح أن "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات المسلحة لعبت دوراً هاماً في مواجهة قوات النظام السوري، خاصة وأن سبق لها الاشتراك في الكثير من العمليات المسلحة في الكثير من دول العالم، وبالتالي وجهت الكثير من الضربات إلى النظام السوري. ولفت إلى تردد "الولاياتالمتحدة" في القيام بدعم المعارضة المسلحة، خشية من تكرار نموذج تنظيم القاعدة في "أفغانستان"، ومن ثم يتم توجيه الاعتداءات على "الولاياتالمتحدة" بعد ذلك. كما أكد أنه على "الولاياتالمتحدة" أن تقوم بفرز المعارضة السورية، وأن تقدم الدعم إلى المعارضة الوطنية والمعتدلة، والتي يمكن أن يتم دمجها في المجتمع عقب إسقاط نظام "الأسد"، منتقداً تواطؤ النظام الدولي تجاه الأوضاع في "سوريا"، الأمر الذي قد يزيد الأمور خطورة. من جانبه رأى "توفيق شومان" - الكاتب والباحث السياسي - أن الصراع في "سوريا" تحول إلى صراع أيديولوجي بامتياز، ومن ثم ف"سوريا" سوف تكون الخاسر الأكبر، حيث إن ما يحدث في "سوريا" من صراع مسلح سوف يكون له عواقب وخيمة على الجميع. وأفاد أن المعارضة السورية المدنية لم تتخذ مواقف حاسمة ومحددة تجاه الجماعات المسلحة والمتشددة من قبيل "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات المسلحة، والتي تختلف إلى حد كبير عن الجيش السوري الحر.