"المرأة لا تحفظ سراً" مفهوم شائع في المجتمع، وهذا ما أثبتته دراسة حديثة قالت: إن النساء لا يؤتمن على سر لأكثر من 38 ساعة، وغالباً ما يبحن به إلى أشخاص غير معنيين بالأمر. وكشفت الدراسة التي جرت على 500 امرأة مصرية تتراوح أعمارهن ما بين 18 و60 عاماً، أن 25% منهن اعترفن بأنهن لا يستطعن حفظ السر إطلاقا مهما يكن شخصياً وخطيراً. وأوضحت الدراسة أن النساء المصريات غالباً ما يبحن بالسر إلى شخص غير معني بالموضوع، أو ينتمي إلى دائرة اجتماعية مختلفة، وبالرغم من أن 9 فتيات من أصل 10 يعتبرن أنفسهن جديرات بالثقة، فإنهن يبحن دائماً بالأسرار، وأن ثلثي النساء يشعرن بالذنب بعد البوح بالسر. وأشارت الدراسة إلى أن الهاتف والإنترنت ساهما بشكل كبير في إفشاء الأسرار، أما في الريف المصري فالحقول واللقاءات العائلية تساهم في نشر الأسرار والبوح بها. ومن ناحية أخرى، أجريت دراسة لإحدى شركات مستحضرات العناية بالبشرة على 3000 امرأة بريطانية، تبين أن واحدة من 10 نساء لم تتمكن من الحفاظ على السر، وأن ما يقارب من النصف يشعرن في كثير من الأحيان بحاجة إلى البوح بأسرارهن، وأن المرأة لا يبقى السر محفوظاً عندها أكثر من 32 دقيقة. وفي دراسة أكثر تفاؤلاً، أكدت أن المرأة لن تستطيع أن تحافظ على سر أو تؤتمن عليه مهما بلغت أهميته، إذ غالباً ما تخبر شخصاً بعد 47 ساعة و15 دقيقة كحد أقصى. وفي سياق متصل، أكد العديد من الخبراء على أن لدى المرأة هرموناً أطلق عليه اسم "أوكسيتوسين" وصفه العلماء بأنه هرمون ضبط المزاج، وهو الذي يدفع المرأة إلى التحدث مع الأهل والصديقات والجارات غيرهن، للتخلص من الضغوط دون الانسحاب للصمت أو الاندفاع إلى العدوان، كما يفعل الرجال، وهو ما يجعل المرأة أقل عرضة للوقوع فريسة للإدمان أو الاضطرابات العصبية. وبالتالي فإن النساء يتأثرن بالضغوط حسب نسبة ال"أوكسيتوسين"، كما أن قياس نسبة ال"أوكسيتوسين" لدى السيدات خلص إلى أن النساء اللاتي لديهن ضغوط قليلة في العلاقات، ويحاولن إسعاد من حولهن ترتفع لديهن نسبة ال"أوكسيتوسين". أما السيدات اللاتي لديهن مشاكل عديدة وضغوطات نفسية وتشعرن بالخوف فتقل نسبة هرمون ال"أوكسيتوسين" لديهن، حيث نجد أن الهرمون يرتفع عند المساج البدني وعند الذكريات الجميلة، بينما يهبط عند الذكريات المؤلمة. وهذا الهرمون تفرزه الغدة النخامية ووظيفته الأساسية عند الإناث، هو انقباض الرحم عند الولادة، وتدفق الحليب عند الإرضاع، وهو يفرز عند الجنسين، ولكن بكمية أكبر لدى السيدات، ويؤدي هرمون الأنوثة "الأستروجين" إلى زيادة فاعلية هرمون ال"أوكسيتوسين"، بينما يؤدي هرمون الذكورة "التستستيرون" إلى خفض فعاليته. إلا أن الثرثرة ترهق الإنسان نفسه جسدياً ونفسياً، بحيث يتعب عضلات الحلق والشفتين والوجه، ويعيق عملية التنفس لإرهاقه للرئتين.