تصدّر الشباب ضحايا حوادث السير في دولة الإمارات، إذ كشفت إحصاءات مرورية لوزارة الداخلية أن الوفيات في الشريحة العمرية الممتدة بين 18 و30 عاماً تتزايد، وأظهرت أيضاً أن 387 شاباً توفوا في حوادث سير من إجمالي 963 وفاة على مستوى الدولة خلال العام الماضي، يشكلون بذلك نسبة تصل إلى 40% من إجمالي وفيات الحوادث المرورية. وقال العميد مهندس حسين أحمد الحارثي مدير مديرية المرور والدوريات بشرطة أبو ظبي بمناسبة أسبوع المرور العربي: إن الحوادث التي ارتكبها الشباب تنوعت ما بين حوادث دهس وصدم، موضحاً أن من أهم الأسباب التي أدت إلى تلك الحوادث السرعة الزائدة والإهمال. وأضاف الحارثي أن المديرية زادت في التوعية المرورية من خلال برنامج مرور أبو ظبي للحد من الحوادث المرورية "معاً" على شبكات التواصل الاجتماعي ال "فيس بوك وتوتير ويوتيوب" للارتقاء بسلوك السائقين عموماً خصوصاً السائقين الشباب وفتح قنوات للتواصل والحوار معهم. وأشار إلى أن المديرية أطلقت أربع مبادرات مجتمعية جديدة تشمل مبادرة أفضل سائق شاب تستهدف رفع الثقافة المرورية وذلك باعتبارها الشريحة الأخطر مرورياً ومبادرة العائلة والمدرسة الأفضل مرورياً، وتهدف إلى تعزيز معايير السلامة في المدارس ورفع مستوى الوعي المروري . كما أفاد تقرير أعدته إدارة الدراسات بدائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي أن تكاليف حوادث المرور على مستوى الدولة خلال الفترة من 2009 إلى 2011 بلغت متوسطه 17 مليار درهم أو ما متوسطه 1.6 % من الناتج المحلي الإجمالي للدولة للفترة ذاتها، وبمعدل تراجع نسبته 14.4 بالمائة للسنوات الثلاث الماضية، وانخفاض نسبته 26.5 % في نهاية العام 2011 عنه في العام 2009، وهو أمر يظهر حجم الجهود المبذولة من قبل الجهات الأمنية المعنية. وفي سياق متصل طور طلاب من الجامعة الأميركية في الشارقة نظاماً آلياً للإبلاغ فوراً عن الحوادث المرورية، يزود الشرطة بموقع الحادث وقوته باستخدام تطبيقات في الهواتف المتحركة. وقال الطلاب الذين اخترعوا هذا التطبيق إن الحوادث المروية من أبرز أسباب الوفيات في الدولة والعديد من الدول الأخرى، وإن أهم العوامل المؤثرة في نسبة نجاة الشخص المتضرر في الحادث هو تقليل الوقت بين وقوع الحادث وإبلاغ الشرطة عنه حيث هناك بعض الأنظمة التي تم تطويرها لهذا الغرض لكنها مكلفة ماديًا وتتطلب صيانة دورية لكن مع وجود الهواتف الذكية والتي تحمل بداخلها حساسات لقياس التسارع بالإمكان استخدامها لهذا الهدف. وفي سياق متصل، أكدت شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات - خلال جلسة نظمتها اقتصادية أبو ظبي بخصوص "أسبوع المرور الخليجي" الذي عُقد في مارس الماضي - أنه على المستوى العالمي هناك 1.3 مليون حالة وفاة في السنة بسبب الحوادث المرورية، وخسائر تقدّر ب 518 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل حالات الوفاة مع العام 2020 لحوالي 2.4 مليون نسمة، ليتم تصنيف الحوادث المرورية دولياً بأنها السبب الخامس للوفاة بحلول العام 2030. وعلى المستوى الإقليمي في الدول العربية فإن الحوادث المرورية تعتبر السبب السادس لحالات الوفاة والمتضرر الأول منها من فئة الشباب بين أعمار 15 و25 سنة، وقدر في العالم العربي أن هناك 16 حالة وفاة و230 إصابة لكل ساعة بسبب حوادث المرور، ليصل إجمالي عدد وفيات الحوادث خلال العام ل 146 ألف حالة، و2.8 مليون إصابة سنوياً.