ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. ففي ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن العربي أصبحت فرص العمل في حكم العملة النادرة، لذلك يلجأ الشباب إلى الانخراط في وظائف لا تلبي طموحاتهم وأحلامهم، ليغلب عليه خلال تلك الفترة الشعور بالملل والفتور وللعمل وهو ما ينعكس سلباً على حالته النفسية. وعليه ينصح الشباب الذين يمرون بهذه الظروف لتجاوز الحالة المزاجية السيئة وحتى يقبل على العمل الجديد بمعنويات عالية باتباع ما يلي: إذا كنت لا تقبل بالعمل نفسه فحاول أن تجد صداقات في محيطه تهون عليك الصعوبات التي تلاقيها حتى تقبل الأمر بنفس راضية ولا تفكر فيما مضى، وركز فقط على كيفية إنجاز عملك بضمير بيسر وسهولة وتذكر دائماً أن ساعات العمل مهما طالت ستنتهي لتفعل ما يحلو لك بعدها، أما إذا كان العمل تافهاً ولديك وقت فراغ حاول استغلاله فيما يعود عليك بالنفع من خلال تعلم أشياء جديدة وإنجاز مهمات أكثر. وعليك أن تتحلى بروح الفكاهة إزاء كل ما يزعجك في العمل، ومن الممكن أيضاً الاستماع الى الموسيقى أو تصفح الإنترنت في بداية اليوم حتى يمنحك قدراً من المرح والتفاؤل. أما إذا كنت لا ترتاح مع زملاء العمل فلا تلق لذلك بالاً وامنح عملك جل اهتمامك وتعالَ عن الصغائر وسفاسف الأمور. وفي حالة النقد من قبل زملائك أو رؤسائك تذكر أن كل ابن آدم خطاء، كما أن الناجح وحده هو الشخص الذي يتعلم من أخطائه بما يضيف إليه الجديد على الدوام وبما يدعم ثقته في نفسه. فكر كذلك في أن التجارب السيئة تزيد خبرتك في الحياة على المستوى الإنساني والمهني أو من خلال اكتساب طريقة جيدة في التعامل مع الزملاء والمديرين، واعلم جيداً أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً. باختصار إن كان العمل تافهاً حاول خلق مهام أخرى أكثر تعقيداً. وإن كنت تعاني من الفراغ استغل الوقت في تطوير مهاراتك، وإن كنت تعاني من عدم تحقيق ذاتك في العمل فحاول القيام بأعمال أخرى خارج هذا النطاق لإنجاز ما تصبو إليه. وعندما تواجه إحباطات العمل لا تستسلم للإحباط حتى لا يؤثر ذلك على صحتك العامة وحالتك النفسية، واستمر في البذل والعطاء، الطريق ليس ممهداً على طول الخط، وعليك مواجهة الصعاب بروح أكثر انفتاحاً وعقلانية.