لأول مرة بالمملكة العربية السعودية وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة ، استضاف معهد مدينة المعرفة للقيادة والريادة مائدة حوار المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي السابع بالمدينةالمنورة ، وبدعم من مدينة المعرفة الإقتصادية.وكانت مؤسسة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي قد عقدت عدة منتديات مماثلة منذ انطلاقها بمملكة البحرين في فبراير 2011 م للتحاور حول القضايا الاقتصادية الدولية، وقد كانت اسطنبول، موسكو، دكا ولندن مسرحاً لتلك المنتديات التي لاقت تجاوباً ودعماً كبيرا من قادة الحكومات وكبار رجال المال والأعمال، وكذلك وسائل الإعلام المختلفة، لما قامت به من توفير كافة الوسائل التي بمقتضاها تتحقق القوة الاقتصادية في الأعمال القائمة.وقد ناقش أعضاء طاولة النقاش مجموعة من القضايا التي تؤثر على النمو الاقتصادي من خلال تسخير الشراكة بين القطاعين، العام و الخاص. وكذلك دور الحوكمة التنافسية للشركات الأخلاقية بالاقتصاد العالمي. وقد أوضح الدكتور محمد مصطفى محمود، الرئيس التنفيذي لمعهد المدينةالمنورة للقيادة والريادة (مايل) في كلمته الافتتاحية: "أن التعاون التجاري بين البلدان المسلمة يحتاج إلى تعزيز، إلى جانب تحسين العلاقات التجارية، وقد أكد أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص أضحت حاسمة في زيادة رؤوسالأموال بغية تطوير البنية التحتية لأن التحدي الأكبر في اقتصاد اليوم لم يعد يعني تنفيذ السياسات الفعالة فحسب، حيث أصبح الانسجام في الأهدافوالاستراتيجيات والقيادة الأخلاقية وحوكمة الشركات هو الفيصل، كما أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة كانت شاهداً على سلوك المخاطرة فضلاً عن الفشلفي التنظيم والإدارة". ومن جانبه، قال " تون موسى هيتام" رئيس مجلس إدارة مؤسسة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي والنائب السابق لرئيس وزراء ماليزيا: "لقد اعتمدتالعديد من البلدان على الشراكة المنهجية بين القطاعين العام والخاص كما في منطقة آسيا، وماليزيا واحدة منها. وقد استخدمنا ذلك النهج في مشاريع البنيةالتحتية العديدة مثل: الطرق، ومحطات الطاقة والموانئ والمطارات. وإثر نجاح منهج الشراكة الحديث بين القطاعين العام والخاص بمشاريع البنيةالتحتية امتد إلى قطاعات أخرى مثل: الصحة والتعليم. واتضح جلياً أنه لا مناص من هذه المبادرات الاستراتيجية لإحراز التقدم المنشود في عالم بلاحدود".وأضاف (هيتام): أن هناك فرصاً هائلة لعقد صفقات عبر الحدود بين البلدان المسلمة التي من شأنها أن تعزز العلاقات التجارية وتؤسس لتعاون بناء يحقق الرخاء والثروة لصالح الجميع". ومن ناحية أخرى، ناقشت جلستا مائدة الحوار عدداً من الموضوعات المهمة، فقد تطرقت الجلسة الأولى إلى تعزيز النمو من خلال الشراكة بين القطاعينالعام والخاص، واستكشاف الخيارات المبتكرة في ترتيب المشاريع وتمويلها وتخطي التحديات.وخلال تلك الدورة قال المهندس طارق تلمساني، الرئيس التنفيذي لمدينة المعرفة الاقتصادية: "إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تمثل بديلاً كبيراًلخصخصة الشركات الحكومية لما للشراكة من قدرة فعالة في تطوير البنية التحتية التي تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة تستطيع الشراكة توفيرها، وهذا التعاون البناء يولد فرصاً كبيرة للنمو بشكل متسارع. كما أن تعادل القوة الشرائية ينعكس إيجاباً بشكل متسارع". أما الجلسة الثانية، فقد ناقشت "الأخلاقيات وحوكمة الشركات - البوصلة الأخلاقية للشركات"، حيث قال "تان سري انور" زميل زائرمن مركز أكسفوردللدراسات الإسلامية، المملكة المتحدة والرئيس السابق لهيئة الأوراق المالية في ماليزيا: "لا شك أننا ندرك مدى الاختلاف القائم بين دول العالم من حيثالجوانب الثقافية والخلفيات التاريخية والظروف السياسية، مما يجعل حوكمة الشركات حتمية اقتصادية تحقق التوازن المنشود لاستقرار المصالح والسياسات". وهكذا فقد تناولت كلمتا المتحدثين الرئيسين في كل من الجلستين العديد من الجوانب المتعلقة بالمحاور الأساسية لعنواني مائدة حوار المنتدى في ظل استحسان الحاضرين وترحيب الجهات المعنية بحوار المائدة بهذا الطرح العلمي الفريد الذي يعد إضافة جديرة بالاحتفاء تضاف لرصيد "معهد مدينة المعرفة للقيادة والريادة" الذي صار يواكب حركة المجتمع ويغذي السوق الاقتصادي بما يتطلع إليه من معارف وخبرات وتجارب ودورات من أجل تحقيق النهضة القيادية الشاملة.