حول تقييم المشهد اليمني في ظل انطلاق الحوار الوطني، أوضح "عبد الكريم شايف" - الأمين العام للمجلس المحلي في "عدن" - أن قطاعاً واسعاً من الشعب اليمني علق أمالاً كبيرة على الحوار الوطني، متمنياً إنهاء المركزية التي أثرت سلباً على الحياة المجتمعية في الجنوب . وذكر أن بقاء "اليمن" موحدة سيساعد على عملية الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن المشاركين في الحوار من القوى الجنوبية، الذين أبدوا استعداداً للمشاركة في الحوار - هم قوى محترمة ومعروفة في الساحة السياسية اليمنية، وهم فصيل أو عدة فصائل، مضيفاً أن الجميع أمام قضية كبيرة تهم كافة القوى بما فيهم قوى الجنوب، مما ينبئ بوجود حوار جدي حول مستقبل الجنوب . وأكد "سيرغي سيربيروف" - باحث فى الشئون اليمنية بمعهد الدراسات الشرقية - أن الحوار الوطني الذي انتقل في "صنعاء" هو عملية لم تكن محددة، وبناءً على مسارها وتطورها قد يتم رؤية التغيرات في تركيبة المشهد السياسي، موضحاً أنه إذا اتخذ الحوار الاتجاه الصحيح ستلتحق به القوى التي تحفظت على المشاركة من قبل، وربما سيتناقص بشكل ملموس عدد أنصار الانفصال النهائي للجنوب، متوقعاً أن يسفر الحوار عن نتائج إيجابية لإنهاء عدد من المشاكل والصراعات. وذكر - خلال حواره مع برنامج بانوراما المذاع على قناة روسيا اليوم - أن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني جاء في ظل ضغوط خارجية قوية من طرف مجلس الأمن الدولي، وعلى الرغم من أن المشكلة تكمن في وجود العديد من مختلف أنواع المزايدات بهذا الشأن داخل "اليمن"، ولكن الضغط من أجل الشروع بالحوار سيكون أفضل وأكثر مردوداً من الانتظار، وضياع المزيد من الوقت، في ظل خطر تقويض العملية السلمية برمتها، ومن ناحية ثانية فإن الضغط بالشروع في الحوار لا يعني فرض قرارات وحلول معينة على المشاركين فيه، ولكن سيرتبط نجاحه بفكرة الواقعية وانضمام مختلف القوى إليه. وأشار إلى أن المفارقة تكمن في اعتبار مشكلة الجنوب في نظر الكثيرين مشكلة سياسية مركزية، وسوف تحظى باهتمام رئيسي سواء بمشاركة كافة القوى أو عدم مشاركتها، لافتاً إلى أن المسألة ليست بالتمثيل الشخصي، بل بالمضمون الفكري لهذا الحوار الذي هو في حقيقة الأمر مشروع للتجديد الوطني في "اليمن" .