أعربت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي عن استنكارها للفتوى التي صدرت عن المجلس الأعلى للإفتاء في سوريا ، التي دعت أبناء الشعب السوري إلى القيام بما سمته واجبهم الشرعي وأداء فريضتهم في الدفاع عن وحدة سوريا والدفاع عن جيش النظام ، معتبرةً أن هذه الفتوى تسهم في تأجيج الصراع وما يجري من قتل وتدمير ، وممارسات وحشية شنيعة .وقالت في بيان أصدرته أمس بمناسبة دخول العام الثالث على نزيف الدماء والفتوى الصادرة عن المجلس الأعلى للإفتاء في سوريا " إن الهيئة تتابع بألم بالغ الأوضاع المحزنة في سوريا واستمرار ما يحدث فيها من مجازر مروعة ، وانتهاك للحرمات ، وقتل للأبرياء ، وتخريب لبيوت الله، وتدمير لبنية المجتمع التحتية ، وتدفق المهاجرين إلى دول الجوار ، وما يتعرض له الشعب السوري من مآس شنيعة منذ سنتين كاملتين ، وما زالت الأمور تزداد تفاقماً وسوءاً ".وأضاف البيان " وزاد من الألم ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عن الفتوى التي صدرت عن المجلس الأعلى للإفتاء في سوريا ، التي دعت أبناء الشعب السوري إلى القيام بما سمته واجبهم الشرعي وأداء فريضتهم في الدفاع عن وحدة سوريا والدفاع عن جيش النظام ، وإلى آخر ما في الفتوى" . ودعت الهيئة علماء المسلمين جميعاً إلى الوقوف مع أبناء الشعب السوري في محنته وتطالبهم بتذكير الناس بواجباتهم الشرعية في نصرة إخوانهم في هذا البلد وإغاثة المحتاجين والمهاجرين داخل سوريا وخارجها ، وتذكر العلماء بأن عليهم أن يراقبوا الله عز وجل في فتاويهم ، فلا يبيعوا دينهم بعرض من الدنيا ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِه ِثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّار َوَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُم ْعَذَابٌ أَلِيمٌ ) .كما دعت الهيئة حكومات الدول الإسلامية والعلماء وأهل الرأي فيها إلى التصدي للطائفية البغيضة وبرامج دعاتها ، وإلى اليقظة من أهدافهم المغرضة ، التي تعمل على إثارة الأحقاد والنزاعات التي تفكك وحدة المسلمين ، وتثير بينهم النزاع الذي يؤدي بالأمة إلى التشرذم والضعف والفشل ، قال تعالى : ( وَلاَ تَنَازَعُوا ْفَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) .وناشدت الهيئة المسلمين في جميع البقاع إلى الأوبة إلى الله والعودة الحميدة إلى دينه ، والإكثار من الدعاء والالتجاء إليه سبحانه بأن يكشف هذه الغمة عن الأمة ، ويعجل لها بالنصر والفرج .