سحب الفريق الفتحاوي البساط من تحت اقدام الأندية الكبار واتجه بالأضواء نحو مساحاته المتألقة والجديرة بالترقب والمتابعة .. وتمكن هذا الفريق المتواضع بإمكاناته المادية وقدراته الفنية من تحريك الراكد واقتحام دوائر المنافسات الشرسة على مقدمة الترتيب والإنفراد بالصدارة بخمس وخمسين نقطة .. وفارق السبع نقاط بينه وبين صاحب الوصافة – فريق الهلال – والذي ظل يحاول ويبحث عن كسب المزيد من النقاط وانتظار التفريط وإهدار الكثير من الفرص في مسيرة منافسه .. والرامية إلى تقريب المسافات النقطية لعله يعود من جديد للمنافسة على صدارة الترتيب ..وبانفراد الفريق المثالي والنموذجي بطليعة السباق .. بالمزيد من المستويات المتجاوزة والنتائج التي كسر من خلالها توقعات المراقبين وهو يتوج مسيرته بالمضي نحو لقب البطولة .. والتي لم تتحقق وتحضر إلا من خلال الجهد الدؤوب والعمل الجبار والمتكامل والانسجام الواضح بين الجهازين الفني والإداري وسط صلاحيات مطلقة منحها رئس النادي الشاب المهندس عبد العزيز العفالق واستطاع بتعامله الواعي استيعاب المرحلة وتوزيع صلاحياته باتزان ووعي لا يقدر عليه غير الموهوبين في علم الإدارة .. ولم يكن للمدير الفني التونسي فتحي الجبال ليعبر نحو بوابات المجد والحضور الإعلامي الضخم إلا من خلال السياسات الإدارية الواعية التي يقودها العفالق بكل اقتدار وجعله يتحرك في المساحات المفتوحة بصلاحيات الرئيس ولكنه ظل تحت مجهر الحسابات والمراجعات والوقوف على أدق التفاصيل – في الفوز قبل الهزيمة – وينسحب هذا المنهاج على حراك الجهاز الإداري والذي يتولى مسؤولياته خالد الراشد وكذلك تمضي الصلاحيات المتوازنة بين أعضائه العاملين في مجلس إدارته وبذلك حضرت وتجلت النجاحات المشهودة التي تدور في فلك الكيان الفتحاوي بلغة جماعية يعلوها الثقة والثقافة في توزيع المهمات والأدوار والمسؤوليات .. فكان هذا المنجز الحضاري الذي انعكس على المعطيات العناصرية داخل الميدان وقدم نجومه فاصلا جديدا من الإبداعات الجماعية ومثقلة بالروح القتالية العالية وحافلة باستحضار المسؤوليات المنسجمة والمستقرة في كامل المواجهات التي خاضها الفريق في مسيرة الدوري وكانت تحضيراته للوحدة – مثلا – تتساوى مع تجهيزاته للقائه بالأهلي أو الهلال. وفي النهاية ورغم ان ما تبقى من مباريات في دوري زين السعودي قد تشهد الكثير من المفاجآت والانقلابات النتائجية .. قد تهوي بتطلعات الفريق المثالي وتقذف به بعيدا عن لقب البطولة .. إلا أن الاحتفاء بمسيرة هذا الفريق يجب أن تبقى تجربة مدهشة في الاتجاهات الإدارية والتي قادها المهندس عبد العزيز العفالق من بوابة فتح الأحساء فكان هذا الحصاد والمنتج مهما ذهبت رياح البطولة لاي اتجاه آخر.