يعتبر المعلم بمثابة العمود الفقري للعملية التعليمية برمتها ومحورها الأساسي، وهو قطب الدائرة في التربية، وهمزة الوصل بين الطالب والمعرفة، لذلك أثارت الأخبار التي ترددت بشأن تعرض بعض المعلمين بالمملكة للضرب من قبل الطلاب العديد من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. في البداية أكد "Bahni Al-madhary" أن احترام المعلم فضيلة مفقودة لدى معظم الطلاب، وذلك بسبب ضعف العقوبات المتوقعة، وتغير نظرة المجتمع تجاه مهنة التدريس، وتهاون الأهل وتدليلهم الزائد لأبنائهم. وأوضح "Wael Al-harbi" أن تجريد المعلم من صلاحيات تأديب الطلاب، ساعد على ضياع هيبته وضعف شخصيته داخل الصف الدراسي. بينما أشارت "Bushra Ali" إلى أن المعلم في عهود مضت كان يحفظ النظام داخل الفصل، ويظهر تلاميذه الخضوع والامتثال لأوامره وتوجيهاته في هدوء وسكون، لأن المنهج التعليمي بالأساس كان يقوم على إثارة المعلم لبعض الخوف في نفس المتعلم، فكثيراً ما استخدم التهديد بالعقاب لتحقيق ذلك، أما الآن فقد حدث تغير كبير في المبادئ الأساسية لإدارة الفصل، بسبب منع استخدام أيّ نوع من الشدة التي تسمح للمعلم بحفظ مكانته. في حين رأى "فواز العصيمي" أن المشكلة الأساسية تكمن في أن الآباء يتحملون المسؤولية كاملة عن عدم احترام المعلم، وطالب "عبد الرحمن عابد" بإعطاء المدرس صلاحيات أكبر تختصّ بالثواب والعقاب داخل المدرسة لأن الضرب يكون مطلوباً في بعض الحالات، من أجل تصحيح سلوكيات معينة لدى الطلاب. واعتبر "رائد البقعاوي" أن المكانة الاجتماعية للمعلم تراجعت كثيراً، إذ أصبح هناك ما يشبه الهروب الجماعي من العمل في هذا المجال، فلا يوجد مميزات أو حوافز تشجع على الاستمرار فيه. وأشار "سلطان البلوي" إلى أن المعلم تحول إلى وسيلة مراسلة فقط، ولم يعد يقوم بواجبه الأساسي في مساعدة المنزل على تربية الأبناء، لافتا إلى أنه لا يمكن أن يقتصر دور المدرسة على التحصيل الدراسي فحسب. وأرجع "فهد الجهني" سبب تراجع هيبة المعلم إلى تجريده من كافة أدواته التي تساعده على أداء دوره وتركه مكبل اليدين في مواجهة ظواهر اجتماعية بالغة الخطورة، فلا عقاب أو رادع لتصرفات وسلوكيات الطلاب غير اللائقة. بينما شدّد "عبد الكريم الشدادي" على أن المعلم لا يحظى بالاحترام الذي يستحقه من جانب طلابه. وقال "صالح الدبيبي" إن مهمة المعلم الأساسية هي التعليم، وليست معالجة مشكلات الطالب الاجتماعية، لأن وقت الحصة ليس من حق طالب بعينه دون الآخرين حتى يشغلها المدرس ببحث ظروفه الخاصة، معتبراً أن سبب ضياع هيبة المعلم وعدم احترام طلابه له، هو عدم إنصافه وغياب العدالة في التعامل معه. ورأى "عبد الله عسيري" أن الإعلام لعب دوراً في تدني هيبة المعلم، فهو يعرضه بصورة مبتذلة غير محترمة، ويقدم صورة سلبية عنه، كما حمّل معظم أولياء الأمور مسؤولية ضياع هيبة المعلم.