أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة يواجهون مخاطر عالية للإصابة بأمراض السرطان والبول السكري وارتفاع ضغط الدم، وتضمنت عينة الدراسة حوالي 60 ألف رجل ممن تتراوح أعمارهم بين 45 و 65 عاماً، تم سؤالهم عن عدد الساعات التي يقضونها جالسين يوميا. كما تم تقسيم العينة إلى مجموعات كالتالي: أقل من أربع ساعات، من أربع إلى ستة ساعات، من ستة إلى ثماني ساعات وأكثر من ثماني ساعات. وأشارت النتائج إلى أن من يجلسون لما لا يقل عن ست ساعات في اليوم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبول السكري، فضلاً عن زيادة مضطردة في الإصابة بالأمراض المستعصية بين الرجال والنساء على حد سواء، ولكن المشكلة كما يراها الفريق البحثي أن الأشخاص الذين يجلسون عدد ساعات أطول هم الأقل ممارسة للتمارين البدنية. وتؤكد العديد من الدراسات أن الجلوس يعد مرضا قاتلا، حيث يبدأ الجسم بعد ساعات قليلة في تعطيل وتجميد أي نشاط حيوي لعملية الأيض مما يؤدي إلى إبطاء عمل الدورة الدموية وخفض عملية حرق الدهون والسعرات الحرارية، كما تزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب. وتوصلت دراسة أجرتها جمعية السرطان الأمريكية، على أكثر من 123 ألف شخص خلال فترة 14 عاما، إلى أن النساء اللاتي يجلسن لأكثر من ست ساعات في اليوم، هن الأكثر عرضة للوفاة بنسبة 40% ، من أولئك اللاتي يجلسن أقل من ثلاث ساعات يوميا، في حين كان الرجال أكثر عرضة للموت بنحو 20% نتيجة نفس السبب، وأن الأشخاص الذين يعملون في وظيفة لا يتحركون فيها كثيرا معرضون أكثر من غيرهم، بنحو مرتين، لخطر الإصابة بنوع معين من سرطان القولون. بينما دقت دراسة أخرى ناقوس الخطر عندما حذرت من أضرار الجلوس لساعات طويلة، حيث أكد خبراء بريطانيون مؤخرا، أن العمل لمدة 11 ساعة يوميا بدلا من النمط المعتاد 8 ساعات يوميا من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء يزيد من احتمالات الإصابة بالأزمة القلبية بنسبة 67%، كما يقول بذلك الباحثون الذين اعتمدوا في استنتاجاتهم على دراسة الحالة الصحية لسبعة آلاف موظف، وتبين أن 192 شخصا من الذين رصدت أوضاعهم على مدى 11 سنة تعرضوا بالفعل لأزمات قلبية بمعدل يزيد مرة ونصف عن غيرهم. وبإضافة ساعات العمل الطويلة إلى عوامل الخطر الأخرى كارتفاع ضغط الدم أمكن الحصول على صورة أكثر وضوحا، ويرى الخبراء القائمون على الدراسة أنه لو أضاف الأطباء سؤالا حول ساعات العمل إلى مجمل الأسئلة التي يوجهونها لمرضاهم لربما أمكن إنقاذ 6 آلاف شخص من أصل 25 ألفا يصابون بأزمة قلبية سنويا في بريطانيا، بجانب التأكيد على ضرورة إجراء دراسات إضافية للتأكد فيما إذا كان تخفيض عدد ساعات العمل يساهم في تحسين صحة القلب من عدمه.