في إطار الحديث عن استخدام العنف كوسيلة للتربية، ودور القانون في نبذ العنف الأسري ومحاسبة أولياء الأمور الذين يفضلون أسلوب العقاب لأولادهم في التربية من أجل ردعهم عن تكرار الأخطاء مرة أخرى، ظناً منهم أن هذا سوف يجعل الطفل أكثر التزاماً عند الكبر، أكدت تسولا سمعان، أخصائية فى تربية الأطفال، أن بناء شخصية الأطفال تتطلب وقتاً كبيراً ولا يمكن أن يتم تكوينها من خلال الضرب، مشيرة إلى أن استخدام العنف مع الطفل يجعله أقل قدرة في بناء علاقات جيدة بالمجتمع، مشددة على ضرورة وضع نظام روتيني في المنزل لايمكن الإخلال به ولابد من تعويد الطفل على هذا النظام حتى يتم تنشئته نشأة جيدة ومنظمة. وأفادت خلال حوارها مع برنامج نقطه حوار الذي يبث عبر قناة بي بي سي العربية أن هناك العديد من أنواع العقاب التي من الممكن أن يتم استخدامها ضد الأطفال من أجل التربية والتنشئة الصحيحة دون اللجوء إلى العقاب الجسدي، فمثلاً يمكن حرمان الطفل من شيء معين يحبه كنوع معين من الطعام أو لعبة يفضلها أو غير ذلك، ومن الممكن أيضا أن يتم ترغيبه دون الاعتماد على الترهيب . وفي سياق متصل، أكدت مديحة العجروش، أخصائية نفسية، على استخدام العديد من أولياء الأمور أسلوب الضرب في تربية الأطفال، حيث إنه مهما يبلغ درجة تعليم الآباء والأمهات ومهما بلغت درجة ثقافتهم فهم يقومون باللجوء إلى العقاب الجسدي للأطفال في بعض الأحيان. وأشارت إلى أن هناك انقساما في الآراء حول العقاب الجسدي، حيث يكرس الاتجاه الأول استخدام العقاب الجسدي مع الأطفال ويعتبرونها الوسيلة الوحيدة لمنعهم عن تكرار الأخطاء، بينما يرى الاتجاه الثاني أن استخدام العقاب الجسدي لايجب أن يتم أبداً في التعامل مع الأطفال حفاظا عليهم، كما أن هناك العديد من الطرق والأساليب التي يمكن استخدامها في تربية الأطفال غير العنف، فعنصر المكافأة هو عنصر مهم جداً وله نتائج إيجابية وفعالة.