في إطار تقييمه لتطورات المشهد السياسي الليبي في ظل انعقاد مؤتمر باريس لمساعدة ليبيا أكد لاغا شقروش المختص في العلاقات الدولية والعلوم الجيوسياسية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل أن القضية أصبحت معقدة خاصة أن الوضع الجغرافي يعد صعباً في ظل غياب المؤسسات الأمنية من جيش ودولة ، مشيرا إلى أنه منذ سقوط نظام القذافي ظهرت حركات جهادية كثيرة ومسلحة تقوم بأعمال إرهابية مثل اغتيال السفير الأمريكي وتمويل الحركات الجهادية في شمال أفريقيا ومالي . وذكر أن هناك فوضي عارمة في ليبيا لان النظام السياسي في ليبيا زمان معمر القذافي كان نظام قبلي يرتكز علي القبائل القذافية واليوم هناك قبائل مسلحة بما فيهم فرقة العاصفة التي يعد تركيبها قبلي ، وأكد أن الوضع الآن يكشف عن وجود عناصر وفرق مسلحة في شرق وغرب وجنوب ليبيا، إضافة إلى الحركات الجهادية ذات الأجندات الدولية التي تصدر السلاح إلي دول شمال إفريقيا وخارجها، معتبرا تلك العوامل السبب الرئيس لانتشار الفوضى في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي . وذكر أن الحديث عن إعادة هيكلة الجيش لا يصح قبل أن يكون هناك جيش ليبنى من الأساس ويتم الاعتماد عليه في حماية البلاد ، وشدد على أنه لا يوجد هناك جيش نظامي حقيقي حتى يتم إعادة هيكلته ، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدة قد ساعدت من قبل في إدخال الأسلحة إلي ليبيا وهي لا تهتم بالطبع بمسار الأوضاع في ليبيا بقدر ما تهتم بمسار النفط في المنطقة وهذا هو شأن جميع الدول الغربية . وفي نفس الإطار أكد ميشيل رمبو ، السفير الفرنسي السابق في السودان وموريتانيا خلال حوار لبرنامج باريس مباشر على قناة فرنسا 24 أن الوضع في ليبيا أصبح خطراً جداً مستبعدا حدوث توازن بين الحكومة الدستورية وبين الميليشيات العسكرية المتعددة التي أصبحت أكثر من 500 ميليشية في مدينة طرابلس وحدها ، وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك من أجل مساعدة ليبيا على مختلف الأصعدة خاصة علي الحدود المالية . وذكر أن الأممالمتحدة والمنظمات الدولية علي الرغم من أنها تتحدث عن السلام والأمن في ليبيا إلا أنها لم تضع أية حلول داخلية من أجل السيطرة على الأمور الداخلية في ليبيا ، لذلك إن لم يكن الحل داخلياً فلن يجدي أي نفع التدخل من قبل المنظمات الدولية . ومن جانبها أشارت الناشطة السياسية صالحة شتيوي إلى أن ليبيا في طور تكوين دولة حديثة ، مؤكدة أن الشعب الليبي ليس منقسماً ولكن من حق الشعب الليبي أن يختار النظام الذي يرضيه وأوضحت أن الشعب الليبي عندما أسقط القذافي لم يسقطه كرها أو حباً فيه لشخصه ولكن كرها في النظام ذاته، مضيفة أن من نادوا بالنظام الاتحادي الفيدرالي هم أهالي برقة وكذلك جميع الأهالي . تريد زعزعة الأمن الليبي وذكرت أن ما حدث في ليبيا من أعمال إرهابية أو إجرامية هي أعمال استثنائية لا ترقى لمستوى الظاهرة العامة للشعب الليبي.