آلام الأذن أشد ما تكون عند النوم في المساء، وترجع أسبابها في الغالب إلى انسداد قناة (إستاكيوس) التي تصل الأذن الوسطى بالحلق من داخل الفم، وتزداد الحالة سوءاً عند الإصابة البرد، أو عدوى الجيوب الأنفية أو الحساسية، وفي أثناء النهار تظل (قناتا إستاكيوس) مفتوحة بفعل المضغ والكلام واليقظة في وضع الجلوس، وتذهب سوائل تلك القناة أولاً بأول في الحلق، لتظل فارغة ليس فيها ما يعكر الصفو. ولكن عند النوم تختلف الأمور بعض الشيء، حيث تتجمع السوائل داخل قناة إستاكيوس ولا تستطيع التفريغ في الحلق بصورة طبيعية، وخلال هذه الفترة لا نستطيع البلع كما هو المعتاد، وبالتالي لا تجد قناة إستاكيوس الهواء اللازم لمعادلة الضغط مع الأذن الوسطى نتيجة تشربه في الأنسجة، وينتج عن ذلك خلخلة في الفراغات الهوائية تعمل على سحب طبلة الأذن إلى الداخل، مما يؤدي إلى آلام شديدة توقظك من النوم. وقد لخص الأطباء أهم العلامات المرضية التي تشير إلى أمراض الأذن والسمع بالنسبة للأطفال، لتبدأ بألم في الأذن يرافقه ارتفاع في درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى آلام مبرحة عند شد الأذن أو تحريكها، وتعتبر السيولة أو السيلان أحد أهم الأعراض، حيث يخرج من الأذن سائل قيحي من القناة السمعية الخارجية بما يدل على وجود التهاب في القناة السمعية، أو التهاب الأذن الوسطى ووجود ثقب في الطبلة يسمح بخروج السائل للخارج، أو كليهما معاً وذلك عندما يتزامن التهاب القناة السمعية الخارجية مع التهاب الأذن الوسطى وحدوث ثقب في الطبلة. وتتضمن أعراض آلام الأذن وجود ورم حولها يؤشر على التهاب الأذن الخارجية أو الوسطى، إثر الإصابة برضوض، أو بسبب أمراض الأورام، ويعد الطنين أيضاً علامة على وجود ألم الأذن، حيث إن الشعور بوجود صوت فيها يدل على التهاب الأذن الوسطى، ونقص سمعي توصيلي أو حسي عصبي. و هناك العديد من الوصفات الطبيعية التي تعمل على تخفيف آلام الأذن، منها استخدام الحرارة التي تساعد على تخفيف حدة الألم من خلال زيادة تدفق الدم، فمن الممكن استخدام قارورة مياه حارة ولفها بفطة، ثم وضعها على الأذن لمدة 15 دقيقة، أو اللجوء إلى تسخين القليل من زيت الزيتون ثم وضع قطرتين منه في الأذن، أو هرس نصف فص ثوم ناعم ومزجه مع الزيت، ثم يقطر منه أيضاً في الأذن. بجانب استعمال بعض الأدوية الإسعافية مثل نقط الأنف إذا كنت تنتوي ركوب الطائرة، أو استعمال بعض مضادات الاحتقان قبل التوجه للنوم، تفادياً لحدوث آلام الأذن، كما يمكن أيضاً استخدام البصل لعلاج تقيح وألم الأذن وذلك بتقطيعه إلى شرائح تفرم وتسخن على النار، ثم توضع لبخة خلف الأذن مرتين يومياً أو أن يقطر عصير البصل في الأذن لعلاج الطنين وثقل السمع وتنظيف الصملاخ، ويتوجب على أولئك الذين يمارسون رياضة الغوص في الأعماق، أن يعادلوا ضغط الماء على جانبي طبلة الأذن لديهم عند الغوص، ولكن إذا استمر الوجع أكثر من يومين أو إذا رافقه ارتفاع في درجة الحرارة، فإن الأمر يستلزم مراجعة الطبيب بشكل فوري.