تصوير - محمد الأهدل : على أطراف مدينة جدة جنوباً يعيش سكان قرية الثعالبة في سيناريوهات دائرة النسيان حيث يفتقد حيهم إلى إبسط الخدمات ومقومات الحياة العصرية. "البلاد" تجولت في الحي ورصدت عدستها ملامح حياة خارج العصر. المواطنون يصفون معناتهم فقال مطاوع فالح الثعلبي 70 عاماً المناظر تكفي عن الكلام لقد تعرضنا للعديد من الأمراض من روائح حرق النفايات وروائح الأغنام حيث تحيط الشبوك بالقرية من كل جانب. أبناؤنا يعانون من الربو وبشكل يومي يراجعون مستشفى الملك عبدالعزيز لأخذ العلاج "الوقتي" من الطوارئ. إننا نتطلع إلى أن تزول هذه المعوقات والمشاكل حتى نشعر بأننا نتنفس هواء "نقياً". وأضاف الثعلبي أن شوارع الحي تجبرنا في الليل على عدم الخروج من منازلنا بسبب عدم وجود إنارة، ظلام دامس يحيط بالحي، ومضى يقول تقوم الأمانة بزوال الشبوك التي يوجد بها الأغنام وسرعان ما تعود في أقل من أسبوع. كما أننا نعاني من قرب الصرف الصحي وروائحه الكريهة ازعجتنا خاصة في الليل. وكما يبين وصل الله الثعلبي (45 عاماً) ان استمرار الوضع كما هو يهدد أبناءنا بمضاعفة الأمراض، لقد تعبنا من سحب الدخان الناتج عن حرق أكياس النفايات وكذلك وجود اصحاب شبوك الاغنام بجوار القرية ألحق بنا الضرر وابنائنا، وأبناؤنا الكبار لا يتحملون أصبحوا عرضة للربو والحساسية. لا نستطيع الذهاب الى اعمالنا خوفاً من تفاقم الوضع الصحي في حالة نوبة ربو طالما ان الاسباب موجودة على مدار الساعة. واستغرب الثعلبي عدم تفاعل الجهات ذات العلاقة في الوقوف على القرية ودرء المخاطر التي تحيط بالسكان الذي يتجاوز عددهم (600 نسمة). وبالنسبة لنقص الخدمات ابرزها لا توجد انارة في الشوارع ولا يوجد صرف صحي. الحياة بدائية متعبة ومرهقة للغاية نتطلع الى حلول عاجلة لننعم بما ينعم به الاخرون من حياة عصرية. وقال طارق الثعلبي حقيقة افكر في الرحيل خوفاً على ابنائي من استمرار الوضع كما هو خاصة وان الاهالي يواجهون مرض الربو في ظل مسبباته ادخنة المصانع وروائح مياه الصرف الصحي وروائح الاغنام هذه المتنفس الحقيقي لسكان الثعالبة. للاسف كل شيء في قريتنا يجعل الخوف يتسلل الى عقولنا في كل ساعة بزيارة لاقرب مستشفى. نريد الحل على ارض الواقع. يكفي انتظاراً ووعوداً نحن بحاجة الى زيارة من امانة جدة لمعالجة الوضع ومعاقبة اصحاب الشبوك الذي لا تبعد عنهم حلقة الاغنام كان يفترض ان تكون شبوكهم داخل الحلقة وليس في الهواء الطلق وإيذاء السكان بهذا الشكل المستمر. ورمي الأغنام النافقة في الأرض الفضاء. بوفية الحي المقززة ويقول في ذات السياق عبدالله الثعلبي (23 عاماً) ليس بالحي إلا هذه البوفية تقدم مأكولات سريعة للاطفال دون ابسط شروط النظافة نفتقدها وكم تعرض اطفال الحي من تناولهم لوجبات سيئة التحضير لنزلات معوية. واشار الثعلبي إلى ان عدم وجود رقابة من الامانة ساهم في استمرار صاحب البوفية في التمادي بعدم الحرص على النظافة من كافة النواحي.