أصبحت المحطات الإذاعية بمثابة الحاضر الغائب داخل المجتمع السعودي، بعد أن تحول جمهور الإذاعة إلى متابعة القنوات الفضائية ومواقع الانترنت، إلا أن الحنين للزمن القديم والبرامج الإذاعية الشهيرة التي كان يقدمها باقة من عمالقة الإعلام الإذاعي في المملكة لازالت تستحوذ على اهتمام قطاع واسع من الشباب السعودي الذي يرى أن الإذاعة برموزها التي حفرت أسماءها في سجل الإعلام العربي ستظل خالدة، الإعلامي الشهير غالب كامل وعبر صفحته على فيس بوك أشاد بالإذاعة السعودية التي كانت تضم العديد من الإعلاميين أصحاب الأصوات الإذاعية المميزة وقال: كانت أصواتهم تتصف بقوة النبرات وجمال العبرات .. وكان الإلقاء الواثق المتمكن وسعة الاطلاع وسرعة البديهة وقبل كل ذلك عشق العمل الإعلامي سمات مميزة للإعلاميين في ذلك الزمن الجميل وهي متطلبات كانت متوفرة لدى كل الزملاء أو معظمهم على الأقل، لأن شروط القبول كانت تتضمن ذلك .. كثير من جمهورنا الحبيب يعرف أسماءهم..ترى كم على الساحة الإعلامية الآن في الداخل أو الخارج ممن تتوفر لديه تلك المقومات ؟؟ واتفق معه في الرأي الناشط الاجتماعي عماد العمدة وقال: كنا نميز بين كل من نسمع إذاعيا وتلفزيونيا بمجرد أن نسمع أول عبارة قلنا أما الان فلا نعرف زيد من عبيد، ناهيك عن الأصوات الهزيلة والأخطاء اللغوية وركاكة الثقافة والمعلومات وغياب البديهة.. رحم الله الزمن الجميل واعتبر مجاهد العطوي أن ذلك الزمن الجميل بكل ما فيه من بساطة وحب للعمل واحترام للمشاهد أو المستمع كان السبب الرئيسي في جعل الناس نحفظ الأسماء وأصحابها وحتى أصواتها وقال : صرنا نميزها لأن من يحترم نفسه ويحترم عمله يحبه الناس وهذه الصفات للأسف أغلبية الإعلاميين الموجودين لا يعرفونها على رغم من شهادات الاختصاص التي أخذوها بالمجال الإعلامي ولا نعرف منهم أحد سوى القدماء. أما الدكتور حاتم أبو الجدائل فحمل الفضائيات المسئولين عن تراجع مستوى الإعلام العربي وقال: في زمن الفضائيات التي لا تعد ولا تحصى اختلط كل شيء على المشاهد حتى القيم والأخلاق، ناهيك عن معايير الاختيار السليم للمذيعين، كنا نستمتع ونتعلم قواعد اللغة العربية السليمة ونحن نتابع مذيعاً رصيناً من أمثال غالب كامل والدكتور بدر كريم والدكتور محمد صبيحي والأستاذ مطلق الذيابي والأستاذ محمد حيدر مشيخ والأستاذ ماجد الشبل والدكتور حسين نجار والأستاذ جميل سمان يرحمه الله، والأستاذ سليمان العيسى يرحمه الله والأستاذ أحمد حريري والأستاذ يحي كتوعه والأستاذ عبد الله رواس وغيرهم كثيرون ممن لا زال صدى أصواتهم يرسخ في الذاكرة، وأضاف: لكننا اليوم أصبحنا أمام قنوات فضائية كثيرة تعتمد في اختيار بعض مذيعيها على الفهلوة وجاذبية المظهر والقدرة على ملء الفراغ الزمني بشيء من التهريج ضاعت معه أهمية المحتوى والجوهر والقرة على الإلقاء وحسن الصوت وقبل وبعد كل هذا قواعد اللغة العربية وسلامة النطق. واتفق معه في الرأي "Mohammad Motlag Alotaibi " قائلا: مما لاشك فيه بأن زمن العمالقة من المذيعين والمحبين لعملهم والحريصين على ظهوره بأفضل صورة ناهيك عن ما يتمتعون به من ثقافة وإلقاء رائع جداً يحس به المستمع والمشاهد ويسعد به سواء في برامج أو قراءة نشرة قد انتهى. بينما اعتبر "Mushabab Aiban " أن اختلاف الموازين بسبب اختلاف المتلقي قديماً وحديثاً هو السبب وراء تراجع مستوى الإعلام وقال: كان المقدم يختار النفيس لكون المتلقي لا يقبل أقل من ذلك.فلا تعجب من سوق رخص فيه المتسوق من رخص البضاعة .الزين غالي لكن الأزين أغلى ولكل شراين بضاعة وسوقي هذا الإعلام الرخيص الذي سيطرت عليه عقول لا تمت للدين بصلة امتداد للإعلام الغربي الرخيص لتدميرنا.