كشفت دراسة بريطانية حديثة عن ارتباط اكتئاب الأمهات الوثيق بنقص الوزن والتقزّم المبكرين في الأطفال, وقد تضمنت الدراسة 13923 من الأمهات والأطفال من 11 بلدًا ناميًا، وتبيّن أن أطفال الأمهات المصابات بالاكتئاب أو أعراضه يعانون من نقص الوزن بنسبة 1.5% ومن التقزّم بنسبة 1.4%، فيما أظهر تحليل فرعي لثلاث دراسات طولانية تأثيرًا أقوى، فارتفعت نسبة ترجيح نقص الوزن إلى 2.2 %، وللتقزّم 2.0%، وبهذا فإن انخفاض معدلات نقص الوزن أو التقزّم لدى الأطفال يبعد الأم عن أعراض الاكتئاب. وقد حذر الخبراء والأخصائيون النفسيون من تراكم النتائج النفسية والصحية الخطيرة لاكتئاب الأمهات على مجتمعنا، فازدياد أعدادهن يعني زيادة في أعداد الأطفال المرضى، وارتفاع معدل السلوكيات المضطربة والعلاقات المتوترة في المجتمع, فهذا المرض لا يؤثر فقط على نمو الأطفال، بل يتعداه إلى التأثير على عدوانيتهم في فترة المراهقة. هذا وقد أكدت حاجتها لدراسات مستقبلية دقيقة؛ لاستكشاف الأسباب التي تساعد على العلاج والوقاية من اكتئاب الأمهات، والحد من المشاكل المتعلقة بنمو الأطفال في البلدان النامية, والعمل على علاجه حتى لا يتحول من حالة عرضية إلى حالة مرضية. كما توصلت دراسة أمريكية آخرى لنفس النتائج وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة جون هوبكنز الأمريكية، أن معاناة الأمهات من أعراض الاكتئاب قبل نهاية العام الأول من عمر الطفل وبالتحديد عند بلوغه الشهر التاسع، قد يؤثر سلباً على نموه البدني, واستعان الباحثون ببيانات إحدى الدراسات التي أجريت حول الطفولة المبكرة في الولاياتالمتحدة، والتي استهدفت عينة ممثلة من السكان. وهدف الباحثون إلى اختبار ما إذا كانت أعراض الاكتئاب عند الأمهات بعد ولادة الطفل بتسعة أشهر، يمكن أن تؤثر على نمو الأطفال في مرحلة المدرسة ومرحلة ما قبل المدرسة. وحسب الدراسة فقد تبين أن 24 في المائة من الأمهات المشاركات كن يعانين من أعراض اكتئاب بسيطة، في حين بلغت نسبة من أظهرن أعراض اكتئاب متوسطة أو شديدة 17 في المائة، وفقاً لإفادات المشاركات, وأشارت نتائج الدراسة ، إلى وجود ارتباط بين معاناة أمهات الرضع من أعراض اكتئاب، وتأخر النمو البدني لهؤلاء الأطفال عند بلوغهم سن الرابعة والخامسة، وبالتحديد ما يتعلق بطول القامة. وخُلص الباحثون إلى أن تشخيص أعراض الاكتئاب مبكراً عند الأمهات وعلاجها، مع العمل على الوقاية منها، خلال العام الأول من ولادة الطفل، قد يمنع تأخر نموه – بالنسبة للطول - في مرحلة ما قبل المدرسة وما بعدها , وشدد الخبراء والمختصون على أهمية دور الزوج والأهل في إدارة دفة حالة اكتئاب ما بعد الولادة، فالزوج تحديدًا هو مصدر الدعم الأول لزوجته، والملجأ النفسي والروحي لها، ويأتي بعده المقربون منها من أفراد العائلة، وتنصحه الاختصاصية بالآتي: 1 - كن مع زوجتك في مراحل الحمل المبكرة، واعمل على تهيئتها نفسيًّا واجتماعيًّا وبدنيًّا، وتعلم حتى كيفية حمل طفلك وتنظيفه. 2 - لا تأخذ موقفًا من طبيبة النساء والولادة، إن أخبرتك بحالة زوجتك، فهي أول المكتشفين لحالة اكتئاب الولادة، واستمع إلى نصائحها التوعوية. 3 – عليك البقاء دائمًا مع زوجتك المصابة بالاكتئاب، ومراقبتها دون أن تشعر بذلك. 4 - رافقها حتى في أثناء إرضاعها لطفلها؛ تلافيًا لتصرفات قد تؤذي بها نفسها أو طفلها. 5– اعلم أن ما تمر به زوجتك هو حالة عرضية، إلا أن محدودية الثقافة الصحية حول التعامل مع الحالات المصابة قد تؤدي إلى اكتئاب حقيقي ومرض قد تعاني منه طويلاً. 6 – لا تتعامل معها باعتبارها مريضة، فهذا يعرضها للوهم أكثر.