شارك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية في قمة منتدى حوار المنامة ، الذي افتتح صباح امس في المنامة عاصمة مملكة البحرين و ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية بمملكة البحرين . وكان في استقبال سموه لدى وصوله المنامة معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية إبراهيم بوالعينين ، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين الدكتور عبدالمحسن المارك ، وأعضاء السفارة السعودية بالمنامة . وتناول سموه في كلمة ألقاها خلال المنتدى الأمن الإنساني والخطوات والخطط الاستراتيجية التي تقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية بشكل فعال في تنمية وتطوير المجتمع وتغليب مصلحة المواطن وتعظيم منفعته،داعياً إلى تعزيز التعاون بين دول الخليج العربية والحفاظ على الأبعاد التاريخية والثقافية المشتركة التي دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إليها من خلال دعوته للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد،لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية تخطو خطى حثيثه وثابته إلى ما فيه أمن واستقرار المنطقة والنهوض بها تنموياً واقتصادياً. وقدم سموه الشكر والتقدير لمملكة البحرين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة لاستضافتها لهذا المؤتمر الهام،وقال:إن تنظيم هذا الاجتماع المهم لمنتدى حوار المنامة أصبح محفلاً سنوياً مهماً في ظل ظروف وتحديات تشهدها منطقتنا لمناقشة أهم القضايا الأمنية التي تمس المنطقة بكل تداعياتها الإقليمية والدولية. وأضاف سموه : ندرك جميعاً ما يمر به العالم من تحديات سياسية واقتصادية وثقافية تمس حياة الشعوب واستقرارها وأمنها ، مما يزيدنا يقينا أن "الأمن الإنساني" الذي يهتم بتنمية أفراد المجتمع والحفاظ على كرامتهم وضمان تطورهم هو الأساس لضمان استقرار الدول وأمنها. وأردف سمو نائب وزير الخارجية قائلاً : لقد أسهمت حكومة المملكة العربية السعودية بشكل فاعل في تنمية وتطوير مجتمعها وجعلت تغلّيب مصلحة المواطن وتعظّيم منفعته نصب عينها في كل خططها التنموية والمستقبلية ، ولم تتوانى عن المساهمة في تحقيق طموحات مواطنيها والاستجابة لمشاغلهم والتفاعل مع ما يستجد من تحديات إقليمية ودولية لحمايتهم ، فاستطاعت وفي وقت قياسي بأن ترقى بمجتمعها من النواحي العلمية والاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية . ومضى سموه قائلاً : إن البعد التاريخي والتجانس الثقافي والحضاري والمصالح المشتركة لدول الخليج العربية وتطلعات شعوبها قد عززت من توثيق التعاون والتجانس بينها ، وكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - التي تضمنتها كلمته في قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في الرياض بضرورة الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد أتت استجابة لهذه التطلعات. وأكد سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز أنه في سياق التغيرات على الساحة الدولية وتداعيات الركود الاقتصادي العالمي تعاملت المملكة العربية السعودية مع هذه الأزمة العالمية بما لها من ثقل اقتصادي كونها داعماً ومساهماً في تصحيح المسار الاقتصادي العالمي عبر دورها الهام في مجموعة العشرين والمحافظة على استقرار أسواق النفط مما أدى ليس فقط الحفاظ على معدلات النمو الاقتصادي بما يقارب فترة ما قبل الأزمة في منطقة دول الخليج العربية ، بل ساهم أيضاً في محاولة إعادة الاستقرار للأسواق الاقتصادية العالمية. وقال سموه : إن المملكة العربية السعودية تدرك بأن العلاقات مع الدول والشعوب الأخرى ينبغي أن تؤسس على الاحترام والمنفعة المتبادلة ، والعلاقات المتكافئة ، والتعايش السلمي ، وتقوم على أساس تكامل وتفاعل الحضارات وليس صراع الحضارات ، ومن هذا المنطلق عملت المملكة العربية السعودية جاهدة على مختلف الأصعدة سواء في محيطها الإسلامي أو العالمي لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح والاعتدال ، وانطلقت مبادرة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لتبني نهج الحوار والتفاهم بين أتباع جميع الأديان والثقافات من مكةالمكرمة عام 2008م ، واكتسبت عالميتها في مدريد برعاية مشتركة مع جلالة ملك أسبانيا ومن ثم في نيويورك وبمباركة من هيئة الأممالمتحدة ، ولقد أثمرت مؤخراً بإنشاء مركز الملك عبد الله للحوار والثقافات في فيينا بمشاركة كل من أسبانيا والنمسا والذي تم افتتاحه بتاريخ 26 نوفمبر 2012م . وأضاف سموه : ما تأمله المملكة العربية السعودية أن تسود لغة الحوار والدبلوماسية في حل الخلافات وأن يساهم ذلك في ترسيخ الأمن والسلام والحد من انتشار روح الكراهية وخيارات النزاعات والحروب ، كما تؤكد رغبتها بابتعاد كافة المجتمعمات عن ما يثير النعرات الدينية أو يمس معتقدات الناس أو التطاول على الرسل والانبياء عليه الصلاه والسلام ، وتأكيد على ذلك دعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله هيئة الاممالمتحدة للعمل على اصدار قرار يدين أي دولة أو جماعة أو فرد يعتدى على الاديان السماوية أو الانبياء والرسل عليهم السلام ووضع العقاب الرادع . وأردف سمو نائب وزير الخارجية قائلاً : إنه في سياق جهود المملكة الحثيثة والداعية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ، عملت المملكة العربية السعودية مع شقيقاتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لكل ما فيه خير وأمن واستقرار دولها ورفاهية شعوبها والتعاون لمجابهت أي مخاطر تهدد امنها ، لإدراكها إن أي زعزعة لاستقرار أمن أي دولة من دول الخليج العربية هو زعزعة لأمن باقي الدول فأمن ومصير دول الخليج العربية واحد لم ولن يتجزأ ، مؤكداً تقدير واحترام ودعم المملكة العربية السعودية للجهود التي يبذلها الأخوة في البحرين من أجل تعزيز الحوار الوطني لما يحقق الاستقرار وتنمية المجتمع. ومضى سموه قائلاً : ستظل المملكة العربية السعودية تخطو خطا حثيثة إلى ما فيه أمن واستقرار المنطقة والنهوض بها سياسياً واقتصادياً وتنموياً وثقافياً ، فالمملكة لديها إيمان راسخ أن الأمن والتنمية يعضد بعضهما البعض ، وهما مساران لا غنى لأحدهما عن الآخر ، بل هما معاً الخيار الاستراتجي لضمان رفاه وازدهار المنطقة ، كما وأن الأمن الجماعي أصبح حقيقة واقعة لا يمكن لأي دولة أن تنعم بالأمن والاستقرار بمعزل عن الآخرين وعليه تناشد المملكة القوى الأخرى في العالم أن تحكم العقل وتلتزم بالشرعية الدولية والمساواة في المسؤولية الأخلاقية حتى يستطيع العالم أن ينعم بالسلم والأمن المنشودين.