انتشرت في الآونة الأخيرة نزاعات الشركات على براءات الاختراع، واعتداء بعض الشركات على البراءات الخاصة بشركات أخرى، ووصل النزاع إلى حد التراشق في ساحات القضاء، وفي هذا الصدد برز على السطح مؤخراً النزاع بين شركة نوكيا، وشركة ريسيرش إن موشن الكندية، المخترع الأصلي للبلاك بيري، والذي تتهم فيه نوكيا ريسيرش باستغلال براءات اختراعها في تصنيع هواتفها الذكية، وأقامت شركة "نوكيا" الفنلندية، عملاق صناعة الهواتف المحمولة في العالم، عدة دعاوى قضائية ضد نفس الشركة الكندية، تتهمها فيها بانتهاك براءات اختراع هواتفها المحمولة، وذلك بعد إصدار لجنة تحكيم مستقلة قراراً، يدين صانع هواتف "بلاكبيري" الذكية بانتهاك عقد استخدام تقنيتها الخاصة بالهواتف المحمولة، وكشفت "نوكيا" عن قرار محكمة غرفة استكهولم التجارية، زاعمةً أن "ريسيرش إن موشن" استخدمت براءات اختراع تكنولوجيتها الخليوية المملوكة لها –أي لشركة نوكيا- دون الحصول على ترخيص، وطالبت الشركة باستصدار حكم قضائي يحول دون السماح لشركة موشن، بإنتاج أجهزة تتيح خاصية الاتصال بنظام (واي-فاي)، حتى تقوم بدفع الرسوم المحددة، والحصول على إذن خاص، وأشارت نوكيا إلى أنها سجلت حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها لأكثر من 40 شركة أخرى، حيث تساعد عائدات هذه الاتفاقيات في تقييم أسهمها الحالية بأسعار السوق بقيمة 11.8 مليار دولار، وكانت (ريسيرش إن موشن) قد بررت إجراء الحصول على ترخيص مسبق مع نوكيا، بأنه ينبغي عدم سداد رسوم منفصلة من أجل استخدام التكنولوجيا، ولم ترد الشركة على الإجراء المتخذ من قبل نوكيا، ويأتي النزاع بين الشركات ضمن حلقة في سلسلة الاضطرابات القانونية التي تواجهها ريسيرش، في الوقت الذي تستعد فيه لإطلاق نظام تشغيل قد يحدد مصير بقائها في الأسواق من عدمه، يُذكر أنه بعد إعلان الإجراء الأخير لشركة نوكيا، تراجعت أسهم (ريسيرش أن موشن) بأكثر من 10 % بعد ساعات من التداول، ثم تعافت بعد ذلك عندما افتتحت بورصة ناسداك جلساتها، وعمدت نوكيا إلى اتخاذ هذا الإجراء "بغية وضع حد لانتهاك (ريسيرش إن موشن) للعقد"، كما أنها تواصل رفع دعوى منفصلة ضد هذه الشركة في ألمانيا. وكانت "نوكيا" و"ريسيرش إن موشن" قد وقعتا على اتفاق لبراءات الاختراع الخاصة بتكنولوجيا المعايير الأساسية للاتصالات الخلوية للهواتف الذكية في عام 2003، تم تعديله في عام 2008، غير أن "ريسيرش إن موشن" طالبت العام الماضي باللجوء إلى التحكيم، بحجة أن الترخيص تجاوز المعايير الأساسية للاتصالات الخلوية، لكن المحكمة أصدرت حكمها خلال الشهر الجاري لصالح "نوكيا"، وفي سياقٍ متصل أيضاً، أقامت شركة "إيريكسون" دعوى انتهاك براءة اختراع في الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد منافستها "سامسونج"، مدعية أن الشركة الكورية الجنوبية امتنعت عن تجديد ترخيص استخدامها لبراءات اختراعها، وأشارت "إيريكسون" إلى أن دعواها القضائية، التي رفعتها أمام المحكمة الجزئية للمقاطعة الشرقية لولاية تكساس الأمريكية، تأتي بعد عامين من المفاوضات، حيث بحث الطرفان التوصل لاتفاق حول الشروط العادلة وغير التمييزية (فراند) الموجودة في الاتفاق السابق بين الشركتين، ولكن باءت هذه المفاوضات بالفشل، بسبب امتناع "سامسونج" عن الحصول على رخصة شروط "فراند" معللةً السبب، بأن إيريكسون رفعت بشكل مبالغ فيه سعر معدلات الرسوم، التي تتحصل عليها مقابل ترخيص استخدام براءات اختراعها، أثناء التفاوض بشأن الاتفاقية بينها وبين إيريكسون.