تستعد بريطانيا الآن لفقدان الغالبية العظمى من أشجار "الدردار" التي يبلغ عددها حوالي مليون شجرة، وقد حذّرت جمعية عاملة في مجال حماية البيئة من انتشار فطريات "شالارا فراكسينيا" القاتلة، بين هذه الأشجار في البلاد، بما قد يتسبب فيما يعرف ب "الموت التراجعي" لأشجار الدردار، التي تعتبر واحدةً من أهم مصادر الأخشاب في البلاد. وقد أكد خبراء البيئة أن ما تواجهه أشجار الدردار يعد كارثة تدق جرس إنذار في هذا المجال، مما يتطلب قيام الحكومة البريطانية بإحكام سيطرتها الأمنية على الحياة البرية في البلاد، منتقدين الاستجابة المحدودة والمتأخرة من جانب الحكومة في التعامل مع هذه الكارثة، التي من شأنها أن تكشف عن الحاجة الملحة لتشديد القيود المفروضة على استيراد النباتات، فقد كانت هناك موجة من الآفات ومسببات الأمراض الجديدة التي تسلّلت عبر الحدود بسهولة، وقد اكتشف مسئولون أيضاً في مفوضية الغابات ببريطانيا أكثر من عشرين موقعاً في "إيست أنغليا"، سجّلت أشجار الدردار بها إصابات بفطر "شالارا فراكسينيا"، الذي يسبب سقوط أوراق الأشجار وتلفها . وتعد أشجار الدردار من الأنواع الأصلية التي تمثل ما يصل إلى 30% من الغطاء الشجري والسياجات الشجيرية، ويوجد منها نحو 20 نوعاً - بشكل رئيسي - في شمال المنطقة معتدلة الحرارة، وتنمو هذه الأشجار بمحاذاة الجداول والمنحدرات السفلى من الروابي، حيث تكون الأرض جيدة السُقيا، ويتراوح ارتفاع شجرة الدردار من 24 إلى 30م وتعيش أكثر من 150 سنة. ومن أكثر الأمراض التي تهدد هذه الأشجار مرض الدردار الهولندي، ومرض نخر اللحاء، وهذان المرضان يقضيان على الكثير من الدردار كل عام، وقد سمي المرض بالهولندي، لأنه لوحظ أول ما ظهر في هولندا عام 1919م ، والمسبب لهذا المرض عبارة عن فطر ينتشر أولاً عن طريق نوع من الخنافس، إلى جذع شجرة الدردار، ويمكن أن ينتقل أيضاً من جذور شجرة مصابة إلى جذور شجرة أخرى سليمة بالقرب منها، وتبدأ أعراضه بذبول الأوراق الصغيرة في الجزء العلوي من الشجرة، وفي مرحلةٍ لاحقة تصاب الأغصان السفلية بالعدوى، وبحلول منتصف الصيف يصبح العدد الأكبر من أوراق الشجر أصفر اللون، ثم يصبح بُنياً ويتجعد ثم يسقط، ولكن تظل بعض الأوراق مرتبطة بالغُصين. وتعتبر أفضل طريقة للسيطرة على تلك الأمراض الفطرية هي زراعة أشجار الدردار المقاومة للمرض، حيث إن هناك أنواعاً محددة من هذه الأشجار محصنةً ضد كل أنواع الفطريات.