واشنطن – «نشرة واشنطن» – باتت الخنافس المقيمة في مناطق أميركية معينة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، تسطو على الأشجار الباسقة، كما أصبحت اليرقات التي كانت تهلك وتنفق في فصول الشتاء القارسة وبفضل المناخ الدافئ، تعمّر طويلاً، ما يؤدي إلى تكاثرها في الغابات. وأظهرت الأبحاث احتمال أن يفضي ذلك إلى مستويات أعلى من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. يُذكر أن الأشجار السليمة تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو، الذي يتلاشى عندما تموت الأشجار. ونبّه الباحثون إلى أن الأوضاع «ستتفاقم مع تفسخ ملايين الأشجار واضمحلالها، لأن المواد العضوية المتحلّلة تولد كميات من ثاني أكسيد الكربون يتعذر امتصاصها حالياً. لكن مجموعة من البرامج وضعت قيد التنفيذ، مشفوعة بإجراءات جديدة لوقاية الأشجار المهددة، بهدف التصدي للآثار التي تخلفها الخنافس ومحاولة إبطاء زحفها إلى أراض جديدة. وتطور الأمر إلى جهد كبير تشارك فيه ولايات إلى جانب الحكومة الفيديرالية ومنظمات حماية البيئة وشركات التحطيب والبلدات المجاورة، ولها مصلحة كبيرة في بقاء غابات صحية سليمة. وتستهدف الخنافس هذا النوع من الصنوبر الذي يستسلم بسهولة لنهمها الفتاك. وبينت دراسة، أن 80 في المئة من هذه الأشجار في ولايات ويومنغ وآيداهو ومونتانا، ماتت أو أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة. وفي المناطق التي لم تقتحمها الخنافس بعد، تُرشّ الأشجار بمواد واقية، ويتوافر علاج آخر يتمثل في إلصاق حزم من الفرمون الكيماوي غير السام بهذه الأشجار لدرء الخنافس عنها. وباتت هذه الإجراءات عقيمة الجدوى في المناطق التي غزتها الخنافس بموجات ساحقة. وأعلنت الناطقة باسم فريق الحماية من خنافس اللحاء في منطقة مصلحة الغابات الأميركية، ماري آن تشامبرز، وتشمل المناطق المنكوبة في كولورادو والجزء الجنوبي الشرقي من ولاية ويومنغ، أن الفريق «لا يحاول وقف الخنافس، والأمر الوحيد الذي نستطيع فعله هو التخفيف من آثارها، إذ تتجاهل الحشرات حزم الفرمون الكيماوي لدى وصولها إلى النقطة التي هي فيها حالياً». وخصصت وزارة الزراعة الأميركية مبلغ 40 مليون دولار لمعالجة الأمر ولحاجات الغابات الأخرى. وتعمل مصلحة الغابات الأميركية على إزالة الأشجار الموبوءة من باحات المخيمات وعلى طول الطرق لتفادي الحوادث بسبب تساقط الأشجار المتفسخة. وأشارت تقديرات مصلحة الغابات، إلى احتمال «سقوط نحو 100 ألف شجرة كل يوم طيلة السنوات العشر المقبلة، بعد أن تنخرها الخنافس، ما سيؤدي إلى أخطار على سلامة الزوار والسكان». وحضّت المصلحة شركات الطاقة الكهربائية على تنظيف الفسحات المحيطة بأعمدة الكهرباء، لتفادي جرفها من الأشجار المتساقطة. ولا يخفى أن لاندثار أشجار الغرب تداعيات واسعة على المنظومات الإحيائية، إذ تعتمد الدببة الشهباء مثلاً على ثمرة الصنوبر الغنية بالسعرات الحرارية قبل أن تستكين لسبات الشتاء، لكن هذه الثمار تتناقص يوماً بعد يوم. ورأت تشامبرز، أن معدل سقوط الأشجار في المنطقة يتضاءل، إذ «لم تعد الخنافس تجد عدداً كافياً من لحاء الشجر، وعلى رغم ذلك تغزو مناطق جديدة، ولن تكف حتى تصل إلى السهول الخالية من الأشجار».