معروف لدى الجميع الدور الرئيسي الذي يلعبه فيتامين (د) في تنظيم مستوى أملاح الكالسيوم والفسفور في الدم وهي المعادن الرئيسية المكونة للعظام، حيث يتم تنظيم مستوى هذه الأملاح في الدم عن طريق فيتامين (د) الذي يعمل على زيادة امتصاصها من المواد الغذائية المهضومة بالأمعاء الدقيقة وتقليل إفرازها مع البول. لذلك يعد نقص فيتامين (د) المسبب الرئيسي لأمراض العظام الرئيسية مثل لين العظام كما أنه يمثل عاملاً خطراً للإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل القولون والثدي والبروستاتا، وأمراض القلب والضغط والسكري وأمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك مرض السكري عند الأطفال ومرض التصلب اللويحي المتعدد والصدفية. وتعد أشعة الشمس أبرز مصدر لفيتامين (د) والتي تؤدي إلى تكوين طبيعي للفيتامين في الجسم، أما الأطعمة فالقليل منها يحتوي عليه، ومن أهم المصادر الحيوانية للفيتامين الأسماك الدهنية كسمك السالمون والتونة، والكبدة وصفار البيض والجبن الطبيعي، أما أهم المصادر النباتية البذور خاصة المستنبتة منها والفطر والمكسرات والبطاطا الحلوة والبقدونس. وقد أجريت عدة دراسات حديثة في المملكة العربية السعودية عن نقص هذا الفيتامين المهم وخلصت إلى أن النقص الشديد لفيتامين (د) سائد بين السعوديين الطبيعيين بشكل كبير وتصل نسبته إلى 97% في بعض الدراسات، حتى أن دراسة أجريت في مدينة جدة ونشرت في المجلة الطبية السعودية وجدت نسبة نقص فيتامين (د) بين السعوديين تصل إلى 100%. كما وجدت دراسة أجريت على 61 من الأطفال الرضع الذين يعانون من الكساح كان متوسط أعمارهم 16.5 شهرا تركيزات منخفضة جداً ل25(OH)D بالدم عند مستوى 8 نانو جرام/مل علماً بأن المستوى الطبيعي يجب ألا يقل عن 30 نانو جرام لكل مل، وفي دراسة أخرى تم أيضاً ربط الكساح بنقص فيتامين (د) في ٪59 من المراهقين السعوديين . كما توصلت دراسة مركز المؤشرات الحيوية بكلية العلوم، جامعة الملك سعود، وكرسي الأمير متعب بن عبد الله لهشاشة العظام، في وقت سابق إلى أن نقص هذا الفيتامين شائع بين المصابين بالسكري من النوع الثاني بشكل أكبر من غير المصابين واتضح انتشاره أيضاً بين فئة الشباب ومتوسطي العمر. كما كانت الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية قد توصلت إلى بعض الدراسات التي تؤكد وجود نقص شديد في فيتامين (د) لدى شريحة كبيرة من السعوديين وحذرت من العلاقة بين نقص هذا الفيتامين والإصابة بمرضي السكري والسرطان، حيث قامت هذه الدراسة بتحليل مستوى فيتامين (د) لدى أكثر من 100 مريض من الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري، واتضح منها أن نحو 80% من الأطفال محل الدراسة كان لديهم نقص في فيتامين (د) مقارنة بقرنائهم من الأطفال الأصحاء. وأشارت الجمعية إلى تحذير دراسات من أن نقص فيتامين (د) أصبح شائع لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة انتشار المرض في الجسم، حيث أكدت هذه الدراسات أن 94% من النساء المصابات بسرطان الثدي ولديهن نقص فيتامين (د) معرضات لسرعة انتشار مرض السرطان مقارنة بالنساء المصابات بالسرطان ولديهن معدل طبيعي من الفيتامين ذاته. وكل هذه النتائج تشير إلى الحاجة إلى زيادة فيتامين (د) في النظام الغذائي السعودي، وتعزيز مكملاته في كل الفئات العمرية المختلفة، فمن أجل تجنب المشاكل الصحية المرتبطة بنقص هذا الفيتامين الهام لدى الأمهات والرضع من المستحسن تضمين الحليب والحبوب وعصير الفواكه في النظام الغذائي كما أنه يجب على أنشطة البحوث التركيز على المدخول الغذائي اليومي المناسب من فيتامين (د) والذي من شأنه منع نقص الفيتامين في ظل محدودية التعرض للشمس في المجتمع السعودي.