يؤكد الخبراء انه ليس هناك فرق يذكر بين الشاي الأخضر والشاي الأسود لأن كل الأنواع تحتوي على نفس النسبة من الفلافونيد، فالشاي الأخضر والأسود يستخلصان من نفس النباتات، أما الفرق الوحيد فيكمن في كون الشاي الأخضر يجفف لمدة أقل ولا يخضع لعملية الاختمار التي يخضع لها الشاي الأسود. كل أنواع الشاي، باستثناء شاي الأعشاب، تنحدر من نفس النبتة المعروفة ب « كاميليا سينانسيس »، لكن تبقى لكل نوع منه خصائص تميزه عن الآخر حسب لون أوراقه والطريقة التي يتم إنتاجه وتصنيعه بها. وقد توصلت دراسة جديدة إلى أن معدلات الإصابة بالنوع الثاني من السكري تقل في البلدان التي يكثر فيها تناول الشاي الأسود، ووجد الباحثون أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأسود يرتبط بتقليص خطر الإصابة بالسكري. ونظر الباحثون في بيانات تتعلق باستهلاك الشاي الأسود في 50 بلداً بجميع القارات في العام 2009 وقارنوها بمعدلات الإصابة بالسكري والسرطان، وبأمراض التنفس والقلب والشرايين وتبيّن أن أعلى معدلات الاستهلاك للشاي الأسود كانت في إيرلندا، وبعدها المملكة المتحدة، وتركيا أما الدول الأقل استهلاكاً للشاي الأسود فكانت كوريا الجنوبية والبرازيل والصين والمغرب والمكسيك. وبيّنت التحليلات الإحصائية أن معدلات السكري كانت أقل في الدول التي يرتفع فيها استهلاك الشاي الأسود ولم يظهر رابط بين استهلاك الشاي الأسود والحالات الصحية الأخرى التي تضمنتها الدراسة، وتتناسب نتائج هذه الدراسة وفقاً للباحثين مع دراسات بيولوجية وفيزيولوجية وبيئية أخرى. وخلصت الدراسة إلى أن الشاي الأسود يحتوي على عدد من مركبات الفلافونويد المرتبطة بمنافع صحية كبيرة. ومن ناحية أخرى فإن الشاي الأسود له فوائد عديدة منها أنه يحتوي على نسبة عالية من مضادات التأكسد، التي تحمي الجسم عموماً والبشرة خصوصاً من زحف الزمن وتأثيرات التلوث كما يحتوي على نسبة أقل بكثير من الكافيين مقارنة بالقهوة حيث إن شرب القهوة يسبب بعض التوتر أو صداع الرأس أو يؤثر على النوم. كما أنه يخفف من مخاطر التعرض للجلطات ونوبات القلب؛ لأنه ينظف الشرايين والأمعاء، وقد أكدت دراسة أجريت في هولندا منذ حوالي خمس سنوات أن نسبة التعرض لنوبة قلبية خطيرة تقل بنسبة 70% لدى أولئك الذين يتناولون الشاي الأسود كل يوم مقارنة بمن لا يتناولونه. كما أنه يحمي العظام فقد أفادت دراسة أجريت على شريحة واسعة نصفها يشرب الشاي، ونصفها الآخر لا يشربه، بأن الذين يشربونه لمدة عشر سنوات أو أكثر بانتظام يتمتعون بعظام قوية حتى عندما يكبرون في السن. وعلى غير الاعتقاد السائد فهو لا يؤثر على الأسنان سلباً، فالخطر لا يكمن فيه، بل في كمية السكر المضافة إليه، أما الشاي نفسه فيحتوي على الفلوريد وحمض التَنيك، مواد من شأنها أن تبعد شبح التسوس هذا إلى جانب تنظيف الأسنان جيداً كل يوم. ويعزز أيضاً جهاز المناعة ويساعد الجسم على محاربة التلوث، وذلك حسب دراسة أجريت على 21 متطوعاً، اختار نصفهم شرب ما لا يقل عن خمسة أكواب من الشاي، والنصف الثاني من القهوة لمدة أربعة أسابيع، وكانت النتيجة مبهرة، فقد تبين من خلالها أن جهاز المناعة يكون أقوى لدى الفئة التي تشرب الشاي بانتظام. ويحمي الشاي الأسود من السرطان بفضل مضادات التأكسد الموجودة فيه، ورغم أن نتائج الدارسات في هذا المجال غير جازمة، إلا أن تناوله لا يضر أبدا، كما يساعد على ترطيب الجسم وعدم تعرضه للجفاف. ولا يحتوي الشاي على أية سعرات حرارية، إلا إذا تمت إضافة السكر أو العسل عليه، وكل متتبع لنظام حمية بهدف التخسيس يعرف أن إنقاص 250 سعرة حرارية في اليوم يعني إنقاص كيلوجرام خلال أسبوعين تقريبا، وهنا يأتي دور الشاي بين الوجبات. كما يسرع الشاي من عملية الأيض وتجدد الخلايا، فالعديد من الناس يشتكون من بطء الأيض لديهم، مما يجعل عملية الإنقاص من وزنهم صعباً.