أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن الشعب الفلسطيني حاول أن ينأى بنفسه منذ البداية عن الصراع السوري، لذلك اتخذت الفصائل الفلسطينية موقفاً محايداً من الثورة السورية، وأضاف "الزعاترة" خلال حواره لبرنامج "ما وراء الخبر" المذاع على قناة الجزيرة الفضائية أن نظام الأسد طلب رسمياً من حركة حماس، إعلان موقف مؤيد لنظامه ومعارض للثورة. وأشار أيضاً إلى أن حركة حماس أكدت أن تحالفها مع النظام السوري، هو تحالف ضد العدو الصهيوني، وليس ضد الشعب السوري، وانتهى الموقف إلى إصدار الحركة بياناً حيادياً اعتبرته دوائر النظام بمثابة خيانة لها، في مواجهة الاستحقاق الذي تواجهه، كما تواصلت الضغوط على الحركة من أجل تبني موقف مختلف، لكنها رفضت بكل إباء، ودخل الإيرانيون على الخط في محاولة لدفع الحركة إلى اتخاذ موقف آخر، ووصل بهم الحال الى حد وقف الدعم المالي الذي تحتاجه الحركة من أجل تسيير الأوضاع في قطاع غزة. كما رأى الزعاترة أن الحركة قد وجدت نفسها في موقف صعب إثر اندلاع الثورة السورية، لكنها لم تجد بُداً من اتخاذ الموقف الذي اتخذته لجملة من الاعتبارات أهمها البعد المبدئي والأخلاقي الذي يحتم عليها الانحياز لثورات الشعوب المطالبة بالحرية، وشدّد على أن الحركة لم ولن تنسى احتضان الشعب السوري لها، الذي تجلّى في أشكال عديدة من الدعم، تمثلت في التعبير عن حبهم لفلسطين وانحيازهم للمقاومة الإسلامية عبر دعم حماس، رغم أن السوريين لم يقفوا موقفاً سلبياً من مقاومة حزب الله تبعاً للحساسية المذهبية، كما احتضنوا اللاجئين الشيعة اللبنانيين إبان العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان عام 2006، واستضافوهم بكل كرم وشهامة. ولفت الزعاترة إلى أن دم السوريين عزيز على حماس وكل الفلسطينيين، ليس فقط لأنه دم عربي ومسلم مثل سواه، بل أيضاً لأن للشعب السوري في عنق حماس جميلاً لا يمكن إنكاره، معتبراً أن الموقف الذي اتخذته الحركة سيكون موضع تقدير من جانب الشعب السوري، الذي سيعود بعد انتصاره إلى سابق العهد من احتضان المقاومة، ليس على أساس من مصلحة النخبة الحاكمة كما يفعل النظام الحالي، وإنما على أساس مبدئي وأخلاقي، لأن شعب سوريا لا ينحاز لفلسطين وفق أجواء السياسة المتغيرة، وإنما لاعتبارات مبدئية خالصة.