كشفت الإحصائيات الرسمية في ألمانيا أن العام السابع من الزواج يشكّل خطورة خاصة على الارتباط بين الزوجين، وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في مدينة فيسبادن الألمانية أن معظم حالات الطلاق التي وقعت العام الماضي (10243 حالة) وقعت بعد ستة أعوام من الزواج، أي في العام السابع. وبوجه عام، أظهرت الإحصائيات أن حالات الطلاق في ألمانيا تحدث بعد 5 أعوامٍ في المتوسط وبلغ عدد حالات الطلاق الرسمية في ألمانيا نحو 188 ألف حالة عام 2011، وتشير الإحصائيات إلى أن 82% من الأزواج يعيشون منفصلين لمدة عام قبل إتمام إجراءات الطلاق، وفي المقابل هناك زيجات تستمر لعقودٍ طويلة قبل أن يحدث الطلاق، حيث انفصل العام الماضي ثلاثة أزواجٍ عقب 64 عاماً من الزواج. ومن ناحيةٍ اخرى تجمع غالبية الإحصائيات في العالم العربي على ارتفاع معدلات الطلاق، وتوصلت الكثير من الدراسات المتعلقة بالعلاقات الزوجية إلى أسباب مشتركة تؤدي إلى انهيار هذه العلاقات، ومنها الخيانة الزوجية التي تعد واحدة من أهم أسباب الطلاق، فعندما يقيم أحد الزوجين علاقة محرمة مع طرف ثالث، يكون هذا مؤشراً على انهيار فعلي للحياة الزوجية، فعندما تُكتشف الخيانة من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن تستمر العلاقة الزوجية، ويعد عامل عدم وجود تواصل بين الزوجين أيضاً سبباً من أسباب الطلاق، فربما يؤدي إلى تأجيل هذه الخلافات، لكن بتكرارها يتطور الأمر إلى صراع بين الزوجين، يصل إلى مرحلة حافة الهاوية في العلاقة الزوجية. وأيضاً لا يمكن للحياة الزوجية أن تستمر من دون المال، والمسائل المالية داخل إطار الحياة الزوجية واحدة من أكثر أسباب الطلاق شيوعاً حيث يتسبب سوء إدارة المال سواء بعدم قدرة الزوج، أو الزوجين معاً، على الوفاء بمتطلبات الأسرة إلى زيادة المشاكل خاصةً عند الاختلاف في ترتيب أولويات الإنفاق بين الزوجين، أو عندما تتراكم الديون بسبب سوء إدارة ميزانية الأسرة، كما أن أخطر ما يمكن أن ينهي العلاقة الزوجية هو الإيذاء الجسدي (الخشونة والعنف والضرب)، وكذلك الإيذاء العاطفي (اللامبالاة والسخرية والإهانة والشتائم) كبديل عن الحوار اللفظي. ويعتبر تسرب الملل أحد أهم أسباب الطلاق، إذ يشعر الزوجان بعد سنوات من الزواج بأن الحياة الزوجية فقدت بهجتها وإثارتها والكثير من الأزواج يتخلصون من هذا الملل عن طريق الطلاق لعدم تحمل الزواج بهذه الطريقة، هذا إلى جانب الإدمان الذي يعدّ أيضاً سبباً في الطلاق، فعندما يقع أحد الزوجين فريسة في إدمان المخدرات أو الخمر، فإنه يرتكب الكثير من الأخطاء ضد مصلحة العلاقة الزوجية: الإهمال والأذى الجسدي للطرف الآخر، أو الدخول في علاقات مشبوهة تسيء إلى العلاقة الزوجية. وعلى الرغم من أن الغيرة ما بين الزوجين مطلوبة أحياناً إلا أنها عندما تزيد على حدها تتحول إلى عامل يهدد الحياة الزوجية؛ لأنها في أحيان كثيرة تتحول إلى الشك وانعدام الثقة في الطرف الآخر، ويتوقف الطلاق هنا على قدرة الطرف الآخر على تحمل هذه الغيرة المبالغ فيها من عدمه، ولا يمنع ما سبق وجود العديد من الأزواج الذين يتحملون خلافاتهم خوفاً على مستقبل أبنائهم، وقد يكون هؤلاء الأبناء السبب وراء الطلاق، وفشل الكثير من الزيجات بسبب الإهمال وسوء معاملة الأبناء تارة، أو بسبب خلافات الزوجين على طريقة تربية الأبناء تارة أخرى.