الخجل هو نوع من القلق الاجتماعي يؤدي إلى حدوث مشاعر بين القلق والتوتر، وهو من جهة أخرى انكماش الولد وانطوائه وتجافيه عن ملاقاة الآخرين، وغالباً ما تلعب الوراثة دوراً كبيراً في شدة الخجل عند الأطفال، فالجينات الوراثية لها تأثير كبير على خجل الطفل من عدمه. ويولد الخجل مع الطفل منذ ولادته، وهذا ما أكدته التجارب لأن الجينات تنقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الجنين، والطفل الخجول غالباً ما يكون له أب يتمتع بصفة الخجل، وإن لم يكن الأب كذلك فقد يكون أحد أقارب الأب كالجد أو العم، حيث وجد فريق من الباحثين أن فسيولوجية الدماغ عند الأطفال المصابين بالخجل هي التي تولّد تلك الاستجابة، من هنا فإن العامل الوراثي إضافة إلى البيئة المحيطة لهما أثرهما، كذلك فإن الاضطرابات الانفعالية والعاطفية والحالات النفسية التي تعاني منها الأم خلال مرحلة الحمل قد تؤثر في نمو الطفل، وتجعله مهيأ لظهور حالة الخجل لديه في مستقبل حياته. وتبحث الأمهات عن معرفة الأسباب التي أدت إلى وصول أطفالهن إلى مرحلة الانكماش والانطوائية، فوجود طفل خجول من بين مجموع أطفال في أسرة كاملة، يعني أن هناك خللاً اعترى هذا الطفل يجب الوقوف عنده ومعرفة سبب ذلك؛ لأن هذا الخلل سيؤدي حتماً إذا لم يعالج بطرق صحيحة إلى نتائج غير مرضية. وينتقل هذا الخجل إلى مدرسته فيعوق خجل الطفل تعامله مع زملائه ومدرسيه في المدرسة فيجعله منطوياً وبعيداً عن العلاقات الاجتماعية, فإذا كان الطفل يعاني من تلك المشكلة فهناك بعض النصائح التي تساعد الأم على حل تلك المشكلة: أولاً: عرفي طفلك على أصدقائه في المدرسة وأشركيه معهم في نشاطات المدرسة المختلفة. ثانياً: لابد أن تكوني أنت نفسك اجتماعية وتكوّني العديد من الصداقات لأن الطفل يقلد والديه في كل شيء. ثالثاً: لا تقولي لطفلك أنت خجول أبداً أو تقولي لأحد ما أمامه إنه خجول ويمكنك إخبار مدرّسته فقط حتى تتعاون معك في حل تلك المشكلة. رابعاً: لا تنتقدي طفلك لأن الانتقاد يزيد من خجله ويجعله أكثر انطوائية. خامساً: لابد أن تجعلي طفلك مستقلاً معتمداً على نفسه فيمكنك تركه يختار ملابسه بنفسه مثلاً وارتدائها بمفرده حتى تنشأ لديه الثقة في النفس مما يدفعه للانخراط في المجتمع. سادساً: لا تقارني أبداً بينه وبين أحد من إخوته أو أقربائه أو زملائه لأن هذا لن يحفزه بل سيزيد الأمر سوءا.