ترى بعض الأمهات أن وجود مراهق في المنزل هو بمثابة قنبلة موقوتة، حيث إن لديهم الكثير من المشاعر المضطربة, ومن الممكن أن ينفجروا في أي لحظة لمجرد سماعهم كلمة أو عبارة لا تستهويهم، ومن هذه العبارات: - "عندما كنت في مثل سنك، مررت بما تمر به أنت الآن". وهذا بالطبع ليس صحيحًا، فزمن مراهقتك يختلف في العصر الحجري بالنسبة لزمن مراهقة ابنك، فلم يكن هناك إنترنت ولا هاتف محمول ولا فيس بوك، وأي خطأ ارتكبته لم يكن لديه الفرصة للانتشار على الإنترنت في خلال 10 دقائق مثلما من الممكن أن يحدث الآن، والشيء الوحيد الذي يمكنك أن تفعليه هو التعبير عن تعاطفك وتفهمك, وليس خطابًا مفصلاً عن تفاصيل حياتك كمراهقة في زمنٍ مختلفٍ. - "يجب أن تكون قد عرفت ماذا تريد أن تفعل بحياتك". والمراهق في هذه المرحلة في منتهى الحيرة. فهو لا يعرف حتى ماذا يختار للإفطار، ويغير ملابسه خمسة مرات قبل الاستقرار على زيٍّ معينٍ، فليس من المنطقي أن تتوقعي منه أن يحدد ماذا يريد أن يفعل في حياته لمدة 60 عامًا قادمة مثلاً؟ - "عندما كنت في سنك كنت أفعل كذا وكذا". الحقيقة أن لا شىء مما تقولينه سيبدو كأنه قصة معاناة وتحدي وإثارة، فالعالم بالنسبة للمراهق يدور حوله وليس حولك. - "أنت كسول". ربما يبدو أن ابنك المراهق يقضي يومه على الفيس بوك وحجرته أصبحت منطقة محظورة, ولياقته البدنية متدنية، ولكن هذا لا يعني بالنسبة له أنه كسولٌ، بل يرى أنه عندما يصبح في يومٍ من الأيام مثل صاحب فيس بوك "مارك زوكربرج" ويمتلك المليارات من الأموال سوف تشكرينه على كونه كسول. - "لماذا لا تستضيف أصدقاءك في البيت بدلاً من الخروج؟". هنا يجب ملاحظة أن المراهق يتوق دائمًا للخروج، فحياته في المدينة تتمحور حول الكافيهات أو النوادي أو السيبرات أو أماكن البلاي ستيشن أو المولات، حتى لو كانت "الخروجة" في الشارع المجاور ليأكل مع أصحابه آيس كريم، فهي أفضل بالنسبة له من الجلوس في البيت، والمراهق يعلم أنك بسؤالك هذا تريدين أن تراقبي تصرفاته هو وأصحابه, وتكتشفي ما إذا كان يشرب سجائر أو يرتكب ما هو أسوأ لا قدَّر الله. - "الحياة صعبة". ربما كان هذا صحيحًا، ولكن ليس دورك كأم أن تقولي له أن الحياة صعبة, وإنما أن تكوني عاملاً مساهمًا في تحسين هذه الحياة بالنسبة له. - "لماذا لا تكون مثل أخيك الأصغر؟" هل تطلبي من ابنك المراهق أن يصبح مؤدبًا مثل أخيه البالغ من العمر ثلاثة سنوات؟! هذا الطفل الصغير الذي يجري وراءك في كل مكانٍ كالبهلوان؟ هكذا سيفكر ابنك المراهق. لا تطلبي منه أن يقلد أخيه الصغير، ولا حتى أخيه الكبير، فهو يرى نفسه مستقلاً ومميزًا, وليس بحاجة أن يتشبَّه بأحدٍ أو يقلد أحد ليحوز رضا آخر.