بلغ إجمالي ما تم توزيعه منذ بدء تنفيذ مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي منذ موسم حج عام 1403ه وحتى حج العام الماضي أكثر من (16) مليون ذبيحة بإشراف مباشر من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الذي أوكلت له مهمة الإشراف على المشروع. وتأتي فكرة الإفادة من الأضاحي خلال موسم الحج ضمن الجهود الحثيثة والمتواصلة التي يوليها ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتذليل كافة الصعوبات التي قد تواجههم عند أدائهم لمناسك حجهم. ويهدف المشروع إلى التسهيل على حجاج بيت الله الحرام لأداء نسك الهدي والفدية حتى يتفرغوا للعبادة، وكذلك أداء نسك الأضحية والصدقة نيابة عن من يرغب من عموم المسلمين وتوزيع اللحوم على مستحقيها داخل المملكة وخارجها تحقيقا للحكمة الإلهية من فرض هذه الشعيرة العظيمة والحفاظ على بيئة المشاعر المقدسة. وكان يتم في الماضي التخلص من الأضاحي بعد انتهاء مواسم الحج ومثل أحد الهواجس الكبرى للمسؤولين بالمملكة نظراً لتعفن لحوم تلك الأضاحي مع مرور الوقت وما كان يصدر عنها من روائح كريهة تضر بنظافة وسلامة البيئة في منطقة المشاعر المقدسة. وعند بدء تنفيذ المشروع في موسم حج 1403ه(1983م) تمت الإفادة من (63) ألف ذبيحة بتوزيعها على مستحقيها من فقراء الحرم وعدد من الجمعيات الخيرية داخل المملكة وثلاث دول مجاورة هي الأردن والسودان واليمن . وتطور المشروع وتوسع عاما بعد عام بفضل الدعم غير المحدود الذي قدمته وتقدمه المملكة لهذا المشروع الخيري الكبير وأنفقت الحكومة السعودية المبالغ الكبيرة لإنشاء المجازر الضخمة الحديثة في منطقة المعيصم بالمشاعر المقدسة ونتيجة لهذه الرعاية والاهتمام المتواصل يتزايد سنويا إقبال الحجاج على المشروع حتى بلغ إجمالي ما تمت الإفادة منه خلال موسم حج العام الماضي 1432ه ما يزيد عن 1.4 مليون ذبيحة من الأغنام تم ولله الحمد توزيعها وإيصالها لمستحقيها من فقراء الحرم وعبر أكثر من (330) جمعية خيرية داخل المملكة وكذلك استفاد منها الفقراء في (27) دولة في مختلف أنحاء العالم . وبلغ إجمالي ما تم توزيعه منذ بدء تنفيذ المشروع حتى حج العام الماضي أكثر من (16) مليون ذبيحة بإشراف مباشر من البنك الإسلامي للتنمية. ويرجع الفضل في تزايد الإقبال على المشروع عاما بعد عام لله عز وجل ثم إلى الدعم الكبير الذي يحظى به المشروع من ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية ودعم بعثات الحج والحجاج والقائمين على مبيعات المشروع من البريد السعودي ومصرف الراجحي، وشركة العمودي للصرافة وجمعية هدية الحاج والمعتمر، والتسهيلات الأخرى لشراء السندات والمتمثلة في توفير خدمة شراء الهدي والأضاحي والفدية والصدقة من خلال شبكة الإنترنت والهاتف المصرفي وأجهزة الصراف الآلي المنتشرة في كافة مناطق المملكة . كما إن خدمة شراء سندات الصدقات والفدية متاحة طوال أيام السنة من خلال موقع بيع سندات المشروع على شبكة الإنترنت والموقع الإلكتروني للمشروع www.adahi.org مما يتيح شراء هذه السندات بسهولة ويسر لكل راغب في كافة أرجاء المعمورة. ويبلغ سعر السند الواحد للأغنام لموسم حج هذا العام (450) ريال سعودي أي ما يعادل نحو (120) دولار أمريكي أو نحو (96) يورو حسب أسعار صرف العملات الحالية . وتشرف على أعمال المشروع لجنة مشتركة مكونه من عدة جهات وهي وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في مشروع تطوير منى - أمانة العاصمة المقدسة ، وزارة الداخلية ممثلة في إمارة منطقة مكةالمكرمة ، وزارة المالية ، وزارة العدل ، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، وزارة الحج ، وزارة الزراعة ، معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والبنك الإسلامي للتنمية . ويعمل في إطار المشروع حوالي (40) ألفاً من فنيين وجزارين وعمال ويوفر في كل موقع من مواقع التشغيل عدد من طلبة العلم الشرعيين والأطباء البيطريين الذين يجرون الفحص الشامل على جميع ما يعرض من الأنعام للتأكد من توفر الشروط الشرعية والصحية فيها قبل وبعد أداء النسك. ونوه معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في ختام تقرير "واس"بهذه المناسبة بالدعم غير المحدود الذي ما فتئت تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي منذ بدء المشروع في موسم حج عام 1403ه.