يشكّل الماء لدى بعض الأطفال رعباً حقيقياً رغم أنه قد يكون وسيلة ممتعة للبعض الآخر، فقد يكره الطفل رشه بالماء أو ربما يصاب بآلام في المعدة إذا كان لديه تمرين سباحة، وربما يكتفي في أيام الصيف باللعب على الشاطئ دون الاقتراب من الماء، كما أنه قد يرفض الاستحمام أيضاً. لذلك لابد أن تبحث الأم عن أسباب هذا الخوف فقد يكون الطفل قد تعرض إلى حادث مخيف أو تجربة سيئة مع الماء دون أن يدرك ذلك، ويختزنها في ذاكرته وكل مرة يكون على اتصال بالماء تعود هذه الذكرى السيئة إلى وعيه وتثير خوفه، فمثلا: - قد يكون في أحد الأيام تعرض لرشة ماء ساخن أثناء الاستحمام، أو غمر رأسه بالماء مما سبب له ألما في الأذن قويا. - خلال نوم الطفل خصوصا بعد السنتين يمكن أن يخاف الماء وبالتحديد من قدرته على ابتلاعه، فهو ضحية مخيلته ومن الصعب عليه أن يميز بين الحقيقة والخيال. - وقد يكون الخوف سببه تجربة سيئة حدثت معه أثناء التدرب على السباحة في المدرسة، فربما دفعه أحد الأطفال بقوة إلى الماء، أو ربما أُجبر على القفز في الماء أو غمر رأسه في حوض السباحة، أو ربما كان موضوع سخرية من أحد أقرانه. - كما أن هناك الكثير من الراشدين يخافون الماء، لذا من الممكن وعن غير قصد انتقال شعور الخوف من الوالدين إلى الطفل. - وفي بعض الأحيان وخصوصاً لدى الطفل الذي لم يكن يخاف الماء قد يكون سبب خوفه المفاجئ تعبيرا عن شعور بالحزن لا علاقة له بالماء، لذا يجب التحقق من محيط الطفل (انتقاله من مكان إلى آخر، ولادة أخ أو طلاق) أو ربما أنه تعلّم أمورا أخرى وبسرعة مثل النظافة أو المشي. ويرى الأخصائيون أنه لا يجب إرغام الطفل على الاقتراب من الماء بل يمكن التخلص من هذا الخوف بطريقة ما، أو في حالات الخوف الشديد يمكن إخضاع الطفل إلى العلاج السلوكي بإشراف المختصين، لذا ينصح الاختصاصيون الأم ببعض النصائح لتساعد طفلها الذي يخاف من الماء مثل: - عدم تذكيره بأنه في حوض السباحة، بل يجب أن تدعه ينسجم مع هذا النشاط ولا تحاول أن تضيف نشاطاً آخر. - تجنب بعض النصائح السلبية مثل (لا تخف من الحوض)، (لا تقفز). - يجب أن تدعه يلعب بالقرب من الحوض إذا لم يكن يرغب في السباحة فور وصوله إلى المسبح. - عدم انتقاد سلوكه في الماء كأن تقول له "أصبحت في سن يجب أن تكون قد عرفت أصول السباحة"، فكل طفل له إيقاعه والتخلص من خوفه يحتاج إلى وقت. - لا يجب أن تكون مبالغة في حمايته، فمن غير المجدي أن تحتضنه بشكل قوي عند النزول إلى الماء، بل يجب تركه ليتدبر أمره وحده. - ليس من الصحيح إجباره على النزول إلى الحوض واللعب مع الأطفال الآخرين الذين لا يفهمون خوفه وقد يهزأون منه. - عند مساعدته إذا ابتلع القليل من الماء لا يجب أن تعلّق كثيرا على ذلك وتجعل الأمر يبدو وكأنه كارثة حلّت بالطفل، بل مهم جداً أن تطلب منه أن ينتبه للأمر بهدوء.