في إطار حديثه عن تراجع الاستثمارات الأجنبية في لبنان نتيجة حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي التي تشهدها المنطقة وتأثير الوضع الإقليمي على ثقة المستثمرين الأجانب ولاسيما العرب، أكد نبيل عيتاني رئيس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان أن الأحداث التي حدثت في المنطقة العربية بشكل عام والأحداث التي تشهدها سوريا بشكل خاص تؤثر في حجم الاستثمارات المستقطبة إلى لبنان. وأوضح أنه بالنظر إلى الإحصاءات التي وردت في عام 2011 مثلاً كان هناك تراجع بنسبة 20% عن سنة 2010، ففي 2010 حقق لبنان 4.96 بليون دولار بينما حقق في عام 2011 4 بليون دولار، هذا التراجع نتيجة ما حدث في المنطقة بشكل عام وبداية الأحداث في سوريا. أما في العام 2012 فإن هناك ترقباً للحفاظ على نفس حجم الاستثمار الذي تم تحقيقه في العام 2011 نتيجة عدة عوامل أهمها أنه على الرغم من أن هناك أحداث بالمنطقة ولكن لبنان يتمتع بأساسيات معينة ويحاول أن يكون الأكثر استقراراً بين دول المنطقة ونتيجة حاجة السوق إلى بعض القطاعات المهمة في لبنان. وعن تراجع استثمارات الخليج بعد ما طلبت العديد من دول الخليج من رعاياها عدم التوجه إلى لبنان أكد أنه كان لها أثر واضح على قطاع الاستثمار، ولكن لبنان لديه الكثير من المستثمرين العرب التي لا تزال استثماراتهم قائمة، بالإضافة إلى المشاريع التي قامت لبنان بتشجيعها في الفترة السابقة، ذلك لأن هؤلاء يدركون أن هذا الوضع مؤقت ولابد أن ينتهي وسيعود لبنان إلى طبيعته، وأن هناك قطاعات كثيرة واعدة في لبنان. وأضاف خلال حواره لبرنامج "ضيف الاقتصاد" المذاع على قناة "فرنسا 24" أن أكثر القطاعات التي تأثرت بتراجع الاستثمارات الأجنبية الوافدة إلى لبنان هو القطاع السياحي باعتباره يستحوذ على الحجم الأكبر من الاستثمارات في لبنان وهو يشكل حوالي 70 % من حجم الاستثمارات الوافدة، وبالتالي انعكس التراجع في حركة السياحة في العام 2012 على التراجع في طلب الاستثمار في القطاع السياحي الذي كان يشهد سنويا ما يقارب 400 مليون دولار في حجم استثماراته.