يأتي تسليم جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمياه في دورتها الثالثة 2006 2008م بالتزامن مع حفل افتتاح المؤتمر الدولي الثالث للموارد المائية والبيئة الجافة 2008م والمنتدى العربي الأول للمياه، برعاية نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مدينة الرياض استمرارا لعطاء سلطان الخير للإنسان. إن اهتمام سموه الكريم بالمياه وتخصيص جائزة تحمل اسمه له مدلولاته فهو اهتمام بعنصر الحياة (الماء) الذي لا تعيش المخلوقات بدونه (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وبالانسان على وجه الخصوص بقاء.. وابداع.. وحضارة (هو الذي انشأكم في الأرض واستعمركم فيها). ويأتي هذا التوجه في ظل حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بالأمن المائي الذي أصبح جزءا من الأمن الوطني، حيث تقتضي توجيهاتهما ببذل كافة الجهود وتسخير جميع الامكانيات لتوفير المياه، وضمان متطلبات العيش الكريم والنمو والازدهار للمواطنين، ولعل المعاني السامية التي تحملها الجائزة بفروعها المختلفة، تبرز هذا الاهتمام، فقد اشتملت الجائزة على محورين: الأول الابداع، والمحور الثاني الفروع التخصصية التي فرع المياه السطحية، فرع المياه الجوفية، فرع الموارد المائية البديلة غير التقليدية، فرع إدارة الموارد المائية وحمايتها. وقد نالت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة شرف الحصول على هذه الجائزة في فرع (طرق وأنظمة مبتكرة في تحلية المياه) حيث نجح فريق من معهد ابحاث تحلية المياه المالحة التابع للمؤسسة في اكتشاف عملية المعالجة الأولية للمياه باستخدام اغشية الترشيح المتناهية الصغر (nano-filtaration) لإزالة القشور الملحية والكائنات الدقيقة، وقد حصل المعهد على براءة اختراع من المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالامريكية، وتم تطبيق عملية المعالجة الأولية بنجاح في محطة تحلية أملج العاملة والتي تستخدم طريقة التناضح العكسي، مما أدى الى زيادة الانتاج بنسبة 33% وتوفير استهلاك الطاقة بنسبة 30%، كما حصل المعهد على براءتي اختراع من مالطا، ويجري تسجيل براءة اختراع لتسعة تطبيقات اضافية في دول متعددة (3 في مكتب الاختراع الاوروبي، 2 في اليابان، و2 في الولاياتالمتحدة، و2 في مجلس التعاون الخليجي، وذلك للعمليات الجديدة في مجال تقنية تحلية المياه). وقد اثبتت التجارب المكثفة التي أجراها معهد أبحاث التحلية في الجبيل لتطبيق هذا الاكتشاف من خلال المعالجة الأولية بأغشية النانو لعمليات التحلية الحرارية، الى خفض ملحوظ في تكلفة انتاج المياه المحلاة، وقد مكّن المؤسسة من التغلب على المشاكل التي تعاني منها المحطات المتمثلة في التكلس أو الترسبات، ارتفاع الطاقة المستهلكة، تلوث معدات التحلية، تآكل المعادن والسبائك. إن فوز المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بجائزة الأمير سلطان للمياه، يعد اضافة كبيرة الى رصيدها الحافل بالانجازات العالمية والإقليمية والمحلية. كما يعزز هذا الفوز مكانة المؤسسة ودورها الفعال والمميز في صناعة وتقنية المياه المالحة، ودعم معهد ابحاث التحلية للاستمرار في نشاطه المتميز، ومشاركة مراكز البحث العلمي في اطار الاتفاقيات التي أبرمتها المؤسسة، مع كل من: هيئة المرافق السنغافورية، المعهد الياباني، شركة أرامكو السعودية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. إن هذه الجائزة بكل دلالاتها الخيرة، تعكس الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية (مملكة الإنسانية) وجهودها المتواصلة ومساهمتها البناءة في الحضارة الانسانية، ومن حسن الطالع تزامن هذه الجائزة مع المؤتمر الثالث للموارد المائية والبيئة الجافة 2008م والمنتدى العربي للمياه، ليسلط الضوء على هذه الجائزة ولتكون حافزا للمشاركين في شخذ هممهم للعطاء بأقصى الطاقات وتطوير وسائل البحث بكل الامكانات فضلا عن حرص نائب خادم الحرمين الشريفين على واقعية البحوث وقابليتها للتطبيق وجدواها الاقتصادية وانسجامها مع البيئة والدقة والاصالة والاتقان ويكون أثرها الفعال في التنمية وتوفير المياه الصالحة للشرب. محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة