المقصد في اللغة يعني مكان القصد، والقصد هنا أيضا بمعنى الغاية أو الهدف . ومقاصد الحج جاء ذكره في قول الله تعالى في محكم التنزيل: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات". وروي عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له". وروي عن على رضي الله عنه أنه قال: "من قدر على الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً". وروي سعيد في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لقد هممت أن ابعث رجالاً إلى هذه الامصار فينظروا من كان له جدة، ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ماهم بمسلمين .. ماهم بمسلمين. ومن مقاصد الحج في الاسلام الترفع عن شهوات الدنيا وزينتها، والتذكير بالدار الآخرة، فالميت ينتقل من دار الدنيا، دار الفناء إلى دار الآخرة، دار البقاء، والحاج ينتقل في اداء فريضة الحج من مكةالمكرمة ، بلد الله الحرام إلى المشاعر المقدسة بدءاً بمنى فعرفات ثم مزدلفة فمن ثم مكةالمكرمة. والميت يجرد من ثيابه كلية، والحاج يتجرد من المخيط "اللباس" لباس الدنيا. والميت يغسل بعد تجريده من المخيط، والحاج يغتسل عند الميقات الذي ينزل فيه . والميت يكفن في ثياب بيضاء، وكذلك الحاج يلبس ازاراً ورداء ابيضين نظيفين والاموات يحشرون سواء، وكذلك الحجاج يقفون سواء على صعيد عرفات. كما أن تجمع المسلمين على اختلاف طبقاتهم واوطانهم وألسنتهم وألوانهم في مكان واحد دليل على وحدتهم ، فيلتقي البعيد بالقريب، يلتقي الحاج المقيم في قارة آسيا بأخيه المسلم في قارة أفريقا أو أمريكا، فيزداد التآلف والمحبة والمودة، وتخلق روح التعارف والتعاون والتعاضد. والحج واجب على المسلم مرة واحدة في العمر لقوله النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج مرة فما زاد فهو تطوع". وقال تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر، فإن الله غني عن العالمين". هل يبادر من يؤخر أداء فريضة الحج حتى يتزوج أو حتى ينتهي من دراسته أو حتى يترقى، ان يترك التذرع والتعذر بأمور لا علاقة لها بأداء فريضة الحج إطلاقاً؟