أكد عضو الملتقى الدولي لمكافحة الفساد ممدوح العبادي، أن محاربة الفساد يتطلب تشريعات قوية تجرم أعمال الرشوة والوساطة والمحسوبية، مبيناً أن العراق وفلسطين أكثر الدول فساداً في الوطن العربي. وأوضح أن الربيع العربي سيكون نقطة انطلاقه قوية لمحاربة الفساد في الوطن العربي وذلك بتطبيق الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد التي وقعت عليها أكثر من 140 دولة في عام 2003. وأضاف العبادي خلال حواره لبرنامج "حوار الليلة" المذاع على قناة سكاي نيوز العربية أن أرقام الدخل القومي خلال الفترة من 1950 وحتى عام2000 تشير إلى أن مجموع إيرادات الدول العربية بلغ 3000 مليار دولار, تم إنفاق نحو إلف مليار دولار على التسليح وألف مليار على البنية الأساسية والمشاريع التنموية والخدمات والتعليم والألف مليار الأخرى على الرشاوى وتأهيل الصفقات. كما رأى أنه لو تم استغلال هذه الأموال التي تكلفها الفساد في عمليات التنمية بالدول العربية الفقيرة, كان من الممكن التغلب على مشكلة الفقر والغذاء وزيادة دخل المواطن العربي بنحو200 دولار لكل سنة من سنوات النصف الثاني من القرن الماضي, وكذلك محو الأمية وتوفير فرص عمل للمواطن العربي. وبين أنّ بقاء الفساد في الوطن العربي وتفشيه بهذه الوتيرة المقلقة دون حسيب أو رقيب سيهدد بلا شك فرص الإصلاح المستقبلية وفرص التنمية الحقيقية المستدامة، وسيفاقم أزمات الوطن العربي. وشدد على ضرورة قرع ناقوس الخطر حتى تتنبّه شعوب المنطقة العربية وقيادات المجتمع المدني فيها إلى الحقيقة المؤلمة بأن سنّ القوانين وتشكيل المؤسسات الرقابية المسئولة لا يكفيان لنجاح مسيرة الإصلاح، إذا لم يرافق ذلك اتخاذ قرار واضح وحقيقي من قبل القيادات السياسية في البلدان العربية.