كان يجلس في وسط ابنائه يتابعون ذلك الفيلم الذي يحكي قصة دخول الرياض في ذلك العام التاريخي : وهو يتابع ما يجري امامه على الشاشة فاجأه ابنه الصغير قائلا: بابا ليه ما يعمل حفل كبير نشارك فيه نحن طلبة المدارس احتفالا بهذه المناسبة نظر الى ابنه بكل اعجاب وراح يردد نعم لماذا نكتفي بأخذ اجازة فقط لماذا لا تتجسد هذه المناسبة في فعاليات ثقافية ووطنية وفنية. سأله ابنه الآخر: لماذا لا يعمل جيشنا البطل استعراضاً عسكرياً كما تفعل الدول الاخرى في يومها الوطني في هذا اعتداد بجيشنا البطل؟ .. نظر الأب الى ابنه الآخر بإعجاب وراح يردد في نفسه فعلاً لماذا لا يتم ذلك. ان اليوم الوطني وهو يوم وحدة الوطن هذه الوحدة التي كانت جسدت الاحداث في الجزيرة العربية فهذه البلاد المنصورة بنصر الله لها تضرب المثل في الوحدة والاتحاد وحدة الأرض واتحاد كلمة اهلها. كانت ابنته تستمع الى هذا الحوار في صمت لكنها قطعته قائلة: نحن بنات الوطن علينا مسؤولية ضخمة في مثل هذا اليوم لماذا لا تقام لنا تجمعات نحتفل بهذا اليوم كأن نعطي درساً في كيفية ايجاد هذه الوحدة الوطنية ان هذا اليوم مناسبة عظيمة على كل ابناء الوطن ان يفهموه ويعرفوا كيف صنع. قال الأب وقد ارتاح لرؤية ابنائه بهذه الوطنية الكبيرة التي يحملونها. راح يردد: رحم الله ذلك الرجل العظيم الذي اوجد لنا وطناً تستظل بظلال وحدته على كل هذه المساحات الشاسعة من الارض وان جعلنا شعباً قادراً على التفاعل مع كل متطلبات الحياة حتى اصبحنا دولة لها مكانتها تحت الشمس وما حققناه من انجازات في شتى المجالات ولعل من اكبر انجازاتنا هذه الكواكب من ابناء وبنات الوطن الذين يتلقون العلم في كل اطراف الدنيا في امريكا واوروبا وكندا والصين واليابان وبكل لغات العالم ليأتوا حاملين العلم متسلحين بالايمان انه فتق لذلك – العالم – الذي لا يعترف الا بالعلم وحده وبه تصنع الأمم .. صمت للحظات عندما قاطعه ابنه الاصغر: ايه يا بابا فين رحت؟. ها.. ابداً انني معكم اتخيل وطننا هذا بعد عشر سنين من الآن كيف سوف يصبح مع عودة هذه الآلاف من الطلبة والطالبات. انهم المستقبل لهذا الوطن الذي لابد ان نرعاه ونحافظ عليه برموش عيوننا.