إن سب النبي صلى الله عليه وسلم من اعظم المحرمات، وهو كفر وردة عن الإسلام بإجماع العلماء سواء فعل ذلك جادا ام هازلا، وان فاعله يقتل ولو تاب، مسلما كان ام كافرا، ثم ان كان قد تاب توبة نصوحا، وندم على ما فعل، فإن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة، فيغفر الله له. ولشيخ الإسلام ان تيمية رحمه الله، كتاب نفيس في هذه المسألة وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ينبغي لكل مؤمن قراءته، لا سيما في هذه الأزمان التي تجرأ فيها الكثير من المنافقين والملحدين على سب الرسول صلى الله عليه وسلم، لما رأوا تهاون المسلمين، وقلة غيرتهم على دينهم ونبيهم، وعدم تطبيق العقوبة الشرعية التي تردع هؤلاء وامثالهم عن ارتكاب هذا الكفر الصراح. نسأل الله تعالى ان يعز اهل طاعته، ويذل اهل معصيته. لقد كان الغضب الذي تفجر عقب اطلاق الفيلم المشبوه المسيء للرسول الكريم تعبيرا عن هذا الرفض وتأكيدا على تصميم المسلمين حكاما ومحكومين على ان المساس بالرسول الكريم اعتداء يجب الوقوف ضده والتعبير بكل قوة في رفضه وشجبه وتحميل من قام به المسؤولية على كافة الاصعدة. ولكن ثمة ملاحظات على التعبير عن الشجب الذي وصل الى درجة العنف والقتل لسفراء دول غربية والاعتداء على المقار الدبلوماسية وحرقها في خروج على النص واساءة للإسلام ويعتبر - هذا التعبير- محاولة بعض الجهات المغرضة استثمار هذه الغضبة النبيلة واختطافها لاغراض أخرى لا تمت الى الاسلام بصلة وتحوله من دين يدعو للحوار السلمي المستنير الى اغراض تعرفها هي وهو أمر مرفوض ايضا. جدة [email protected]