يصيب الصداع النصفي حوالي 15% من البالغين، ولا يزال سبب الإصابة به غير مفهوم، ذلك لأن الألياف العصبية التي لها نهايات في الأوعية الدموية بالمخ تصبح أكثر حساسية للألم بالإضافة إلى أن كل دقة قلب تسبب ضغطاً زائداً على جدران الأوعية الدموية وعندها تحول النهايات العصبية مفرطة الحساسية هذا الضغط إلى صداع شديد، كما أن الصداع النصفي يتأثر جزئياً بالجينات، بالإضافة إلى أن النمط الغذائي والنوم والتمارين الرياضية من الممكن أن تلعب دوراً هاماً في تحديد توقيت وكيفية حدوث الصداع. ويبحث كل من يعاني من تلك النوبات المؤلمة عن علاج لمنع تكرارها ويكون نمط العلاج الوقائي هو أفضل علاج يمكن أن يستفيد منه 38% ممن يعانون تلك الحالة، إلا أن أقل من ثلثهم استفادوا فعلياً من هذه الأنواع من العلاج وهي نسبة ضئيلة نسبياً، ويرجع ذلك إلى وجوب أخذ تلك العقاقير يومياً لتحقيق الفاعلية المطلوبة. إن الأدوية التي يستخدمها الغالبية العظمى من الأفراد ومتاحة دون وصفات طبية مثل الأسبرين أو الأدوية المضادة للالتهابات غير الاستيرويدية ربما تكون فعالة في القضاء على نوبات الصداع النصفي ولكنها لا تساعد في منع تكرارها، وقد قامت الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب بإصدار إرشادات للوقاية من الصداع النصفي تشمل عقاقير مضادة للتشنجات، إلى جانب أدوية حاصرات بيتا التي تستخدم مع أدوية أخرى أو بمفردها في حالات فرط ضغط الدم والذبحة الصدرية وقصور القلب، كما أن العلاج العشبي كان مدرجاً أيضاً على أنه خيار وقائي له فاعليته في علاج حالات بعض المصابين بالصداع النصفي. هذه العقاقير يمكن أن تقلّل من معدل تكرار نوبات الصداع النصفي وربما تتطلب جرعات مختلفة بمرور الوقت لتحقيق هذه المزايا، إلا أن العلاج المضاد للتشنجات يعمل على تقليل التركيز ويمكن أن يتسبب في النعاس والخمول، كما أن مثبطات بيتا تبطئ معدل ضربات القلب وتؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وربما تسبب الاكتئاب. ويمكن الوقاية من الصداع النصفي دون أدوية عن طريق النوم الجيد واتباع النظام الغذائي المناسب بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وتقليل التوتر والضغوط وهي تعد أساليب فعالة، فضلاً عن التعرف على محفزات الصداع النصفي في تقليل معدل تكرار النوبات، حيث تعتبر الشيكولاتة والكافيين والكحوليات محفزات معروفة بالنسبة للبعض، فعادة ما يرتبط الكافيين بالصداع النصفي ويتسبب التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين في إصابة الكثيرين بصداع نصفي، وإذا كان هناك قلق من أن الشيكولاتة تعتبر محفزاً يمكن تناول قطعة صغيرة ومحاولة معرفة ما إذا كان يعقبها حدوث صداع نصفي بشكل يمكن توقعه.