حذر صندوق النقد الدولي مؤخراً دول مجلس التعاون الخليجي الست من تزايد أعداد البطالة بين مواطنيها، متوقعاً في تقرير رسمي ارتفاع أعداد العاطلين من العمل إلى ما بين 2-3 مليون شخص خلال السنوات الخمس المقبلة في حال لم تتخذ "إجراءات تصحيحية" في أسواق العمل. وتنفذ جميع دول مجلس التعاون (السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، سلطنة عمان، البحرين) برامج لتوطين الوظائف في محاولة لزيادة نسبة العمالة المحلية في القطاع الخاص إلا أن هذه المشروعات لم تصادف حتى الآن نجاحاً يذكر حيث تسجل أغلب تلك الدول نسباً. وقال الصندوق إن "التقديرات تشير إلى توفير نحو 7 ملايين وظيفة في أسواق العمل الخليجية خلال العقد الماضي، إلا أن نحو مليون منها فقط ذهبت للمواطنين"، مضيفاً إن أعداد اليد العاملة الأجنبية ارتفعت كثيراً في دول الخليج خلال السنوات الماضية بسبب زيادة البطالة بين المواطنين. ولم يرجع الصندوق زيادة نسبة البطالة لعدم توافر فرص وظيفية، بل لعدم التوافق بين مخرجات التعليم فيها مع متطلبات سوق العمل، إضافة إلى تدني الأجور ورغبة الكثير من المواطنين في شغل وظائف حكومية. وتوقع الصندوق أن تستحدث دول الخليج نحو ستة ملايين وظيفة خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن تكون حصة الخليجيين منها نحو الثلث، قائلاً إن "زيادة فرص العمل للخليجيين تتطلب من دولهم تحسين استراتيجيات العمل والتأكد أن ذلك لن يضر بتنافسية الأسواق"، ومطالبا في الوقت ذاته الدول المعنية بالعمل على تطوير مخرجات تعليمها وإعادة هيكلة أجورها. وذكر إن السبب في تردد القطاع الخاص في توظيف خليجيين يعود إلى تدني أجور الأجانب ورواتبهم، إضافة إلى مستوى إنتاجية العامل الوطني مقارنة بالعامل الأجنبي، وارتفاع معدلات دوران العمل بين المواطنين. صفحة "قضية سعودية"