تتصدر الصين التي أصدرت في عام 2005 لأول مرة قانونا خاصا بالطاقة المتجددة، دول العالم في إنتاج تكنولوجيا الطاقة الخضراء، ووفقا لمعهد الرصد العالمي فإن الصين هي الدولة المصنعة الرائدة في مجال المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة وتوربينات الرياح والألواح الضوئية. وبسبب دعم الدولة سابقاً، تمكنت الصين من إنتاج واستخدام المواقد الموفرة للطاقة والمجمعات الحرارية الشمسية والتي يتسنى عن طريقها تسخين الماء وتدفئة المباني. ورغم المشاكل الكبيرة التي تعترض هذه الدولة والتنمية التي لا تتم بها بسهولة إلا أن الصين رائدة عالميا في مجال استخراج الطاقة من مصادر متجددة حيث تضع الحكومة الصينية أهدافا طموحة للتوسع في هذا المجال، ولا يشمل التطور السريع إنتاج أحدث المعدات فقط، ولكن يتخطى ذلك إلى القدرة على إنتاج الكهرباء الخضراء، إذ لا يوجد بلد يستثمر الأموال في مجال تطوير مصادر الطاقة المتجددة كالصين. وتعطى الأولوية هناك لتوليد الطاقة الكهرومائية، وهي أهم مصدر للطاقة المتجددة بعد الكتلة الحيوية، التي تضم أنواع الوقود التقليدية مثل الخشب والنفايات العضوية والغاز الحيوي، كما أنها تضع خططاً طموحة لبناء سدود كبيرة، من شأنها أن توفّر 120 جيجا واط إضافية من الكهرباء وهو ما يوازي إنتاج 120 مفاعلا نوويا، كما أنه من المتوقع أن ترتفع كمية طاقة الرياح المنتجة بحلول عام 2015 إلى مائة جيجا واط، أما تقنية الطاقة الحرارية الضوئية فهي تأتي بشكل واضح في المركز الثالث، حيث إنه من المخطط أن تصل كمية الطاقة المنتجة عبر هذه التقنية خلال خمس سنوات إلى 15 جيجا واط. وتعد الطفرة في مجال الطاقة المتجددة هي الوسيلة للتقليل من الاعتماد على الفحم وكذلك لحماية السكان، حيث تبلغ وفيات أمراض الجهاز التنفسي الآلاف سنويا. ولكن الأهم من هذا هو الهدف الذي يتمثل في الحد من استهلاك الطاقة التقليدية في قطاع الصناعة وهو مرتفع جدا، كما أن أسعار النفط والغاز في البلد مرتفعة وتكلف مبالغ كبيرة فقد أصبحت الصين التي كانت تصدر النفط في التسعينيات، تستورد الآن أكثر من نصف حاجتها المواد الخام، لذلك من الضروري فصل النمو الاقتصادي عن استهلاك الموارد، وإلا سيكون من الصعب الحفاظ عليها. إلا أن النمو الاقتصادي في الصين يعد نقمة أيضا كما أنه نعمة حيث يجب أن تكون مصادر الطاقة المتجددة أكثر كفاءة ومراعاة للبيئة، بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بمجال كفاءة الطاقة حيث يمكن لبلد في حجم الصين إنجاز أكثر بكثير مما حققته حتى الآن.